دائما ما يقولون لنا ( فكروا بره الصندوق ) ولكن أى صندوق ؟
جاهدت فى البحث عن ذلك الصندوق اللذى من المفترض أن أفكر خارجه فلم أجد
فقررت ان أصنع صندوقا بنفسى لأفكر خارجه متى أردت أن أبدو ذكيا متحذلقا .
وها أنا سأجرب ... من منا إذا لم يشاهد احدى عجائب السينما المسماه بتوايلايت ؟
وكيف جاهد المخرج والكاتب والطاقم أن يبرهنوا لنا أن المسوخ أيضا تحب
فيجلس مصاص الدماء باكيا على شاطئ بحيرة قبل ان يقرر كشف هويته لينتحر كما لو كان
طالب ثانوى راسب , بينما المذئوب يسير مترنحا فى شوارع المدينه وينقصه الكشف عن شعر
صدره الغزير ( مذئوب بقى ) وهو يحترق بكاءا مرددا :
ودع هريرة ان الركب مرتحل .. وكيف تطيق وداعا أيها الرجل
مجرد حبكة هوليودية أخرى يمتزج فيها الرعب المفترض بالحب المفترض والإثارة
لتجنى الملايين من جيوب المراهقين . حينما تحب الفتاة دراكيولا عصرى يأبى بأخلاق الفرسان
أن يربط حياتها معه ويهجرها , لتقع فى حب مذئوب صديق العائلة والطفولة ,
إلى ان يشعر الدراكيولا بخطأه ويعود لحبيبته فى مشهد أبكى رومانسيي العالم ..
وكان ينقص القصة لتحافظ على واقعيتها طالما قرر الكاتب ان ينهج طريق الملل العددى
أن تنفصل ( بيلا ) عن صديقها الذئب لأنه يشخر أثناء النوم , وتوقعها الصدفة أيضا
فى حب ( زومبى ) عرفته بالصدفة فى احدى المولات التجارية لنراها فى مشهد النهاية
وقد انتفخ وجهها وغطته الطحالب وهى تشير لصورة ( ادوارد ) بيد سقط منها
اصبعين ( لزوم الحبكة ) وتقول فى ألم ,, لماذا هجرتنى يا أدوارد .؟؟
وبما أننى لست من المهتمين بمشاعر المسوخ وأرى أن مهمتهم الوحيدة هى مساعدة الآباء
فى تنويم الأطفال قررت أن أفكر فى الفيلم بطريقة خارج الصندوق .
ياترى كيف هى حياتهم خارج اطار تصوير المشاهد ؟ ماذا يفعل جايكوب ليتغذى طالما قرر
المخرج أن حياته هى مشاهده مع بيلا فقط ؟ هل تقوم والدته بشراء ( عضم الدبيحه ) من
عم لوكاس الجزار ؟ او كيف تتعامل معه كمذئوب ؟ ماذا لو تشاجرت فى السوبر ماركت ؟
هل ستقول للحيزبون الأخرى لاااااا ده انا ابنى مذئوب وهيقرقشك ؟
تلك الفتاه الحمقاء بيلا نفسها , هل فكرت أن بعد الزواج من ادوارد ستكون الميزة الوحيده
هى أنها لن تتعب نفسها بالسؤال الكونى اليومى هنتغدى ايه بكره ؟
نبتعد بفكرة بره الصندوق قليلا ؟
دعونى أكشف لكم عن مدى دهشتى من عبقرية الكاتب الآن ,
الفيلم يتآمر على النشطاء يا اصدقائى .
لنعتبر أن بيلا هى ( الثورة الشعبية ) التى تربت مع جايكوب ( النشطاء ) منذ الطفولة ,
بيلا هى حلم جايكوب اللذى كان يكبر امامه إلى ان صارت بيلا تلك ( المزة ) التى
ابهرت العالم , عفوا الثورة . حتى أتى ادوارد ( المجلس العسكرى ) للمدينة لتقع بيلا
فى حبه , جايكوب يحاول اثبات نفسه امامها مذكرا اياها بذكريات الطفولة
والبوم الشمعدان واغنية ياه يالميدان , لكن بيلا تحب ادوارد هذا واقع لايمكن الاستغناء عنه
او تغييره , وعلى جايكوب ان لم يفهم هذا ان ( يموت بغيظه ) اذا .
فكرة بره الصندوق تقودنى لرائعة حسين كمال ( امبراطورية ميم ) وكيف كانت هناك قيمة للأم
رغم صدام الأجيال , لم يفكر حسين كمال أن يكون لهشام سليم مشهد يتشاجر فيه مع
فاتن حمامه لأن كونها مديرة المنزل يختلف عن كونها أمه مثلا ,
واتمنى ان يفهم كاتب توايلايت تلك الحالة لأنه لو فاجأنا ان جايكوب ذهب لأهل بيلا
رافعا شعار ( ادوارد مصاص دماء ) فسيلقى عقابه رجما بالأحذية كالعادة .
=====================
All Rights Reserved
K@ReeM
=====================
يبدو أن صندوقى بدأ يتسع لدرجة أننى بدأت افكر كيف لم أكن أفكر بره الصندوق من قبل ؟
لكنها حكاية أخرى بالتأكيد