المقال بجريدة الدستور الوطنى عدد الثلاثاء 25/6/2013
السيد رئيس الجمهورية , كما تحب أن يلقبوك
لا كما تستحق .. تحية وكفى , وهى من باب
المجاملة لا أكثر أيضا . أكتب إليك وأنا متشوق لرؤية المحروسة فى اليوم الأخير من
يونيو وقد امتلأت بشعب قرر الاحتفال بطريقته الخاصة بمناسبة مرور عام على اعتلائك الحكم
, وهو تقريبا كان آخر نشاط حقيقى تقوم به بخلاف رحلاتك التى لم تجلب أية منافع
تذكر والتى قابلك فيها تارة وزيرة تعدين وتارة رجل ربما كان يدير مركز شباب
الحطابة فى بطرسبيرج, أو مشاريع اختراق الضاحية التى قمت بها مرتين فى استاد
القاهرة وسط قتلة الأطفال والسياح وأنت تسير ملوحا بيديك تحسب نفسك أنك حسام حسن
مثلا !. دعنا لانتجاهل حقيقة أنك تشعر بالدفء وسط عشيرتك ,فصورتك وأنت تلوح لهم من
بين فتحات فراشة الحاج خيرت يوم خطبة الاتحادية العصماء تشير إلى ماهو أبعد من
الدفء, إلى الانتماء الكامل.
لماذا لا تبقى وسط عشيرتك اذا وتدع أمر المصريين
للمصريين ؟ لماذا تصر أن تبدو واثقا من نفسك وأنت لاتستطيع الاستمتاع بوجبة كشرى
فى منطقة شعبية أو تصلى دون أن يهتف المصلون برحيلك وتصبح مضطرا للخروج بالشراب كالعادة
أو تسير دون موكب من الحرس يتجاوز الثلاثين سيارة ؟ لماذا لاتنسحب بهدوء وتعترف
أنك أخفقت ؟ ولا تكابر لأن المفاجأة اقتربت لدرجة تجعل من تفاديها أمرا مستحيلا ,
وبالمناسبة هم لايكترثون بتهديدات جوقتك ,ولا تستوقفهم معزوفات تكفيرهم وخروجهم
على الحاكم إلا للسخرية من مدى سفاهة أوركسترا العشيرة السيمفونى . ألم تسأل نفسك
قبل أن ينغلق جفنيك استعدادا للنوم عن دوافعهم ؟ ألم تشعر بوخزات الضمير فى داخلك
وهو يحثك على إعادة التفكير فى طريقتك – لوكان لديك - للإدارة ؟ فقدرتك على اقناع
نفسك أنك شرعى تستوجب الدهشة فعلا !
من أين تستمد شرعيتك حضرة السلطان ؟ من سيارات
المصريين المهربة عبر الأنفاق والتى تعجز عن إستعادتها حتى لا تلصق بعشيرتك تهمة
السرقة وبالتالى تفتح عليهم بوابات الجحيم عن مدى تورطهم فى أحداث سابقة ؟ من
الضباط المخطوفين واكتفاؤك بتسهيل اجراءات الطلاق لزوجاتهم لو رغبن ؟ من دماء
عساكر الجيش الذين قتلوا تحت التكبير وأذان المغرب يعلن انتهاء يوم صيام شاق ؟ من
دماء أطفال الصعيد وعزاؤك المخز لهم من خلف مكتبك الفخم ؟ من اعتداء العشيرة
البربرى على متظاهرى الاتحادية مثلا ؟ من وزير تموينك محترف التصوير بجوار أجولة الدقيق
؟ أين خالتى شرعية وسط كل هذا البؤس ؟
هل لأنك ملتح وحافظ للقرآن ؟ محمد على كان ملتح
والسادات كان حافظا للقرآن , هل لأنك منتخب ؟ بغض النظر عن نزاهة العملية
الانتخابية وماشابها من ارهاب بمنع التصويت ومطابع أميرية أضف لمعلوماتك أن مبارك
منتخب أيضا , السادات كذلك تولى المسئولية بعد استفتاء شعبى . هل لأن حلفاؤك أوهموك
أنك انهيت حكم العسكر – كما ينطقها الجهلاء - بالإقالات ؟ أنت تعرف جيدا أنك لم
تكن لتجرؤ إلا بموافقة,ثم أين حكم العسكر الذى أسقطه تحديدا ؟ للمرة الأولى فى
التاريخ منذ أن كان انسان الغاب يشرح لأحفاده فى الكهوف كيف يسقطون الديناصورات
بالمقاليع وحتى اكتشاف العلاج بالخلايا الجذعية نسمع عن حكم عسكرى يسمح بانتخابات ليسلم
بعدها السلطة التنفيذية فى مراسم رسمية ودستورية , كف عن هذا "النخع"
قليلا فالجميع يعرف أنه هراء .
هل لأنك ستطبق الشريعة مثلا ؟ أود تذكيرك بقرض
صندوق النقد ومصاريفة الإدارية . هل هى شرعية "فيرمونت" وعصير الليمون ؟
جميعهم يحاول التوبة والتملص الآن . هل هى شرعية مكتب الإرشاد ؟ مكتب الإرشاد نفسه
على استعداد للتظاهر ضدك لو كان فى ذلك ضمان لبقاء التنظيم على قيد الحياة لتجلس
بعدها وحيدا شريدا مهموما وأنت تقول : كل حلفاؤك خانوك يا "ريتشارد" ,
هكذا علموك منذ كنت صغيرا .. الفرد من أجل الجماعة , وحان وقت رد الدين بالتضحية .
أين إرث إخوانك الذين قمعهم عبدالناصر ؟ أين عباقرة إخوانك الذين ظلمهم السادات ؟
أين كفاءات إخوانك التى دفنها مبارك ؟ أين شهداء الجماعة فى الحروب المصرية على
مدار الصراع العربى الإسرائيلى؟ الجماعة باختصار هى لاشيء ومجرد وهم حاولتم
اجبارنا على تخيله وحان الوقت لتعود إلى حجمها الطبيعى وتكفوا عن تقمص دور الملائكة
فى عالم ممتلئ بالأوغاد وأنكم أهل الصلاح وسط مجتمع من الأغيار. لقد انتهت اللعبة
وحان وقت الرحيل فقد اكتفينا تماما من العبث.
K@ReeM