المقال منشور بجريدة الدستور الوطنى عدد الثلاثاء 16/04/2013
بهم "معالم على الطريق" لتعرف مغزى مايسعون إليه .
دعنا نتفق أن كل شيء سيتغير تماما فى نهاية تلك التجربة التى
ساقنا إليها عشاق الأدرينالين سواء كان عن اقتناع أو عن سفه فالنتيجة لن تختلف لأن
الجميع يغوص فى الوحل . اتركوا القلق فهو لن يتوقف ولن ينتهى - الآن على الأقل -
ولنستعرض بعض التغيرات التى من الأكيد حدوثها . بداية لن يجرؤ مواطن اسمه محمد
مرسى على الترشح لرئاسة الجمهورية حتى لو كان حاصلا على عشرة جوائز نوبل وسعفة
"كان" الذهبية , لقد انتهى أمله تماما قبل أن يبدأ . الطبقة الشعبية
التى تحاول الحفاظ على ذريتها بتسمية أبنائهم بأسماء غريبة لن يذهب خيالهم الجامح
إلى أسماء مثل "العريان" أو
"البلتاجى" هذه الأسماء اعتبرها اختفت فعليا من القاموس المصرى , ولو
كان لديك نوع من التعاطف تجاه هذه الأسماء فحاول الإستفادة من أخر نسختين لدينا
على قيد الحياة .
ربما سيظهر شخص ما يكون قادرا على استعادة هيبة منصب النائب
العام لأن وجود رجل يحظى بمساندة من السلطة التنفيذية فى وجود حكم قضائى ببطلان
تعيينه ينسف معنى وظيفته تماما ولا أدرى كيف يمكنه الاستمرار وسط هذه الألغام مهما
بلغ من الاحترام !. سيدفع الإخوان ثمن القضاء على تيار الإسلام السياسى نهائيا وستجد
أرباب هذا التيار يتخلون عن الإخوان واحدا بعد الآخر وقد بدأها السلفيون باستثناء
القطبـيـيـن ولن تتوقف , ويمكنك المقارنة بين نظرة المواطن العادى لرجل ملتح يعمل
بالسياسة منذ خمسة أعوام وبين نظرته الآن , تلك الهالة التى كان يحيط بها نفسه اختفى
تأثيرها تماما وبدون أدنى تعاطف حتى شماعة اضطهاده اتضح أنها محض هراء , كذلك نغمة
مرشح الله لن يتبق لها مكان على أرض الواقع وستنحصر فى فئة تهوى حياة
"الدراويش" وهم لن يملكوا من الشجاعة لإعلان مايعتقدون .
لكن قمة الهرم
تكمن فى "فلول" النظام الإخوانى خاصة تجار الأوطان كما ظهروا فى مؤتمر "فيرمونت" عندما سيحاولون القفز من السفينة قبل الغرق وهم يفعلون الآن ومحاولاتهم
لإقناعك أنهم أول من عارض الإخوان وأول من حاولوا التصدى لمشروعهم فهم لديهم من
الوقاحة السياسية ماجعلهم يصطفون مع الإخوان ضد مشروع مدنية الدولة فترة وثيقة
السلمى بحجة أن "الجيش" يملى شروطه , وبنفس الوقاحة وقفوا معهم مرة أخرى
ضد نفس المشروع بحجة انقاذ اللامؤاخذة "الثورة", وستجد لديهم نفس القدر
من الوقاحة أيضا وهم يبررون لماذا دعموا الإخوان عندما تحين لحظة النهاية .
والأكيد أن كل هذه الثرثرة لن تنعش فى داخلك إلا جين المواطن السادى الذى يتلذذ
بإنهاك فريسته , دعهم ليملأوا الأفق بثرثرتهم ثم قابلهم بابتسامتك الباردة وأنت تؤكد
أنهم " فلول" لقد وقفوا مع الإخوان وعصروا الليمون واحتفلوا بفوزهم , دع
دماؤهم تغلى وادفعهم دفعا للإنتحار انتقاما لكرامتهم المهدرة حتى يعترفوا أن كلمة
"فلول" لم توجد إلا لإقصاء من يخالف الجوقة .
قبل أن تسأل فكل المؤشرات
تدل على بداية العد التنازلى للإنفجار , وضع اقتصادى حرج وحكومة لاتجيد سوى
الإقتراض , أزمة أسعار تشتعل فعليا وتأثرت بها مختلف الفئات , الطاقة مؤشراتها
خطيرة وحالة الفشل الإدارى المزرى تعطيها بعدا أكثر خطورة , الحلفاء يتساقطون
ويخلعون تأييدهم بطريقة أو بأخرى لما سببه النظام من حرج لهم وخشية مما سوف يفعل
فجعبتهم عامرة بالمفاجآت المخجلة . تأكد أن لحظة انهيار التاج باتت أقرب مما تتخيل
, وعليك أن تحافظ على ثباتك وأن تظل على استعداد لتقبل التكاليف لأنهم سينهجون أى
طريقة للنجاة ولو كلفهم الأمر محاولة الطفو فوق جثث بعضهم على أمل إنقاذ التنظيم ,
كن حذرا وانتظر وتأكد أنك دائما كنت على حق .
No comments:
Post a Comment