Saturday, November 26, 2011

بين الزمالك والثورة ونظرية بخ



للمرة الثانية خلال عشرة أيام يكون هذا اليوم هو اليوم الثالث على التوالى

الذى لم تذق فيه حواسى لذة النوم , وربما سيكون هذا سببا مقنعا

لكى تتغاضو عن ( تهييساتى ) المبعثرة فوق أسطر هذا المقال .

كانت أمامى محطة ما تذيع مايحدث فى التحرير ,

الكاميرات مثبته على شارع محمد محمود ويظهر لكل بصير كيف كانت زجاجات المولتوف

وتلك الشماريخ تعبر فوق رؤوس الجميع ناحية مجندى الأمن المركزى ,

وللعجب أننى كنت أرى ذلك المذيع الشاعر يحاول جاهدا فى كل اتصال

ومع كل ضيف أن يقتلع اعترافا ضمنيا يدين الشرطة أو يثبت عليها نظريات العنف

تجاه المتظاهرين , كالعادة لم احتمل نفاقه وغطرسته المعتادة ,

فقمت بتحويل القناة لأفاجأ بالسيد مرتضى منصور فى مؤتمر صحفى

يعلن تخليه عن كل القضايا ذات الخصومة مع نادى الزمالك ..

هنا جائتنى تلك الفكرة الشيطانية :


1- بلا قياده :


كم من الوقت قضاها نادى الزمالك بلاقيادة ؟ مجلس منتخب ثم تحدث الخلافات

فيرفع أحدهم قضية على الآخر فتثبت تهمة التزوير ليتم حل مجلس الإدارة

وتعيين آخر لمدة لحين اعادة الانتخاب .. الثورة ذاتها بدأت بلا قيادة ,

دعوة تظاهرة عادية فوجئ الجميع بمدى الإقبال فتحولت لثورة شعبية

حجزت مكانها فى التاريخ بحروف مضيئة , ولكن رحلة البحث عن القيادة

هى من نالت منها كثيرا , البرادعى الذى أتى يوم الغضب قادما من فيينا

ليمارس هواية القفز بالمظلات , أسماء محفوظ التى ظهرت كأول من دعت للتظاهرة

أو وائل غنيم الذى تم القبض عليه والإفراج عنه دون أن يمسه أحد

وتكريس بعض الإعلاميين وقتهم وأموال معلنيهم لهذا الترويج الفاضح ,

أحد شيوخ المهجر الذى أكد أنها ثورة إسلامية , كلهم تناسوا

أنها نجحت بالشعب غير المسيس أصلا , وهو مايدفعك للنظر لها بعين الشفقة

قبل عين الإهتمام .


2- صراع :


يظهر الغزال الخلوق ابراهيم يوسف مع كابتن شلبلب شلبوكا

وهو ممتقع الملامح يردد نبرة : مش هو ده نادى الزمالك ياكابتن مدحت ,

احنا نادى كبير ونادى بطولات ولازم ولاد النادى هما اللى يقودوا المرحلة دى ,

أشرف قاسم مع شوبير : يا كابتن نادى الزمالك بيمر بمحنة ,

لو ولاد النادى موقفوش جنبه مين هيساعدنا ؟ خالد الغندور مغلفا ببعض الحقد :

فى نفوس جوه الزمالك مش حلوة , لازم الناس تحط قدامها نادى الزمالك

بعيد عن أى مصالح شخصية وطبعا فاهمينى .. يصر أنه عبقرى يستطيع اقناعنا بإيحاءاته

ويقتنع أننا من الممكن أن نهتم بها ! .

فى الثورة لم نفاجأ بجديد , 50 ائتلاف لكل توجهاته وكل واحد منهم

ينكر على الآخر انه ائتلاف الثورة , الأسوانى مع يسرى فوده يحاول جعل الثورة

تتخذ مسارا معينا وكأنها رواية من أعماله , ابراهيم عيسى فى صالونه

أو تحريره يحدد لها مسارا آخر , يظهر البرادعى مع ريم ماجد ليحدد مسارا

ثالثا تماما , فيأتى الاستفتاء الدستورى ليكون بمثابة ( قفا ) يهبط على

مؤخرات اعناق الجميع ويحدد الشعب مساره بعيدا عن مجالس النخب ,

ثم احتدام الصراع الخفى والعلنى بين كل التيارات فى سباق محموم

على فرض كلمة أو توجه خاص بها لأمر وصل للتخوين والتكفير .



3- الزمالك قادم = الثورة مستمرة :


هنكسبكوا , حتى لو محظوظين هنكسبكوا , الزمالك قادم , الأبيض قادم ..

كلمات نسمعها منذ عقود , فلم يأتى الزمالك بعد

ولم يعلن اتحاد الكرة عن الزمالك بطلا للعام الثامن فى أى بطولة كانت

اللهم الا كأس يتيم .. ومازلنا فى انتظار الزمالك القادم ..

الثورة مستمرة : انا ركبت تاكسى النهارده والسواق قعد يدعيلنا وقالى لازم تكملوا ..

فى الاتوبيس كل الناس بتتكلم عن محاكمة مبارك وعاوزين محاكمات ثورية ..

المترو كله بيقف قدام محطة الشهداء وبيقرأ الفاتحة ..

كمية من الهراء والهراء المتبادل يتم افرازها لنا على اعتبار اننا

قوم من السذج مازلنا ننساق بالعاطفة.



4- ملائكة مجنحة :


الجميع يحيك المؤامرات للزمالك , الزمالك لا يخسر الا بالتحكيم ,

اتحاد الفراولة يصر على تزوير التاريخ للأهلى لأن الزمالك

هو نادى القرن الحقيقى , حتى السحرة الأفارقة الأشرار اتحدوا

لتسخير الجن الأهلاوى ووضع الأعمال السفلية فى جدران النادى ..

تماما مثل الثورة واعلامها , فشبابها لايخطئون أبدا , تظهر أسماء على

قناة الجزيرة لتطاول على القوات المسلحة فيعترض الجميع على استدعاءها للتحقيق

وتخرج علينا الألسنة المدافعة عن حرية التعبير , وكأن حرية التعبير من ضمن فروعها

انعدام التربية , يتم اتهام علاء فى قضية تحريض قد تودعه مكبلا بالأصفاد لأعوام

خلف القضبان فيضربون عن الطعام ويسخر الاعلام وقته لأظهاره ثورى لايحق لأحد الاقتراب منه ,

ثم يستجدى مشاعر المشاهدين بطفله الذى لم يولد بعد ,

يصر يسرى فوده على اعتبار ان المشاغبين هم بلطجية يندسون وسط الثوار ,

لو تابع تويتات أصدقائه من فريق الاعداد الحقيقى لبرنامجه

لوجد انهم هم البلطجية وهم من يحرضون وهم من يحاولون التصعيد ,

لكنه اتخذ على عاتقه ان يصبح مذيعا ( ملاكى ) يعبر عن رأى أصدقائه

بلا أدنى درجات المهنية .



5- نظرية بخ :


محمود معروف .. فى كل حصاد أسبوع يطل علينا الرجل

محملا بقدر لا بأس به من العقد والأحقاد على لاعبى الأهلى وجوزيه ,

الأمر الذى فاق حدوده ليجعل منه أضحوكة ومثار سخرية على الفايس بوك ويوتيوب ,

الجميع الآن ينتظر محمود معروف ليضحك وكأنه يشاهد وصلة كوميدية ما .

الثورة أيضا أصبحت ( بخ ) منذ شهر يناير وكل جمعة تحمل اسما يختلف ,

بدأت الثورة تفقد زخمها بسبب روادها , بدأ الجميع يتذمر , فيضيق ,

فانفجر ساخرا من كل شيء .. جمعة القصب , جمعة التحليل الجماعى , جمعة أوبح ,

أصبحت دعوة المليونية مثارا للسخرية , تجمع التحرير أصبح يعبر عن ضآلة

وفراغ صانعيه . وبدأ الجميع ينظر لكلمة الشعب يريد على طريقة

محمود عبدالعزيز فى الكيتكات : انت بتستعمانى يا هرم ؟



6- فشل :


يقول الزمالك سيتعاقد مع أحمد فتحى فيمضى للأهلى ,

عبدالله السعيد بالفانلة البيضاء فنفاجأ به فى مران الأهلى ,

الزمالك فى المئوية سيلاقى العملاق المدريدى ثم الميلان الايطالى ,

ثم شياطين مانشستر , وترسى السفينة على أتليتكو مدريد

ليهزم الزمالك 4-0 أيضا .

الثورة تريد أن تقيل شفيق , فيستقيل ويأتى شرف ( عضو لجنة السياسات ) محمولا

على الأعناق ليعلو الهتاف برحيله , أبو اسماعيل يعلن الاعتصام

ولا نراه فى الميدان , يجتمع مجلس ركاب الثورة ليعلن عن حكومة

فى حضور ( 17 نفر + مكبر صوت ) فى تحد للدولة

ولو تم الاعلان رسميا عن حكومة التهريج تلك لتعرضوا للاعتقال

بتهمة قلب نظام الحكم !! , كل ذلك يتم والانتخابات بعد أقل من 48 ساعة

والبشر يحاول أن يتخذ قرار التصويت دون اكتراث لما يقوله التلفاز

عن ذلك الهراء ..

النماذج تتكرر والنتيجة تؤدى لشيء واحد ..

زخم اعلامى يتضخم ثم يخبو ثم يتلاشى نهائيا .

العار على من يقنعون انفسهم ويريدون اقناعنا قسرا انهم ملاك الحدث ,

فبغطرستهم ينصرف عنهم الناس ويختزل فيهم الحدث ليصبح شيئا منبوذا ,

الثورة تشبه نادى الزمالك كثيرا , فكلاهما عظيم

لكن الزمالك بدأ يعتمد على تاريخه فلم يعد قادرا على مواصلة تدعيم

هذا التاريخ لدرجة أنه فشل فى تسويق أطقمه ,

وكذلك الثورة اختارات اسوأ من فيها ليصبحوا رموزها الاعلاميين

وبدأوا يمارسون على البسطاء دور ( المستبد المستنير ) فتارة قالوا

على الشعب انه مجرد كنبة يستحق مانريده له فقط

وتارة يستدرجونه للوقوف فى وجه الجيش , وتارة يتاجرون بمشاعره

حتى وان كان بالتدليس كما فعلت شبكة رصد فى صورة من غزة نشرتها

على أنها فى القاهرة , وكذلك 6 ابريل التى وضعت صورة لقنبلة اسرائيلية

من محرك جوجول على أحداث التحرير ,حتى بدأ ينفض عنهم الناس وعن الثورة ..



===================

All Rights Reserved

K@ReeM

===================

No comments: