Tuesday, June 26, 2012

أمجاد ياعرب أمجاد ..





أمجاد يا عرب أمجاد ..


عبارة فى منتهى العبقرية لو قارنتها بفحوى أغنية منير الشهيرة فى ألبومه الأخير , مقدمة توحى لك ببطولات خرافية يفرغ لها التاريخ من صفحاته الكثير .. وتنتهى المعزوفة بان الولد شاعر جواه عذاب واعر مشواره للآخر مر وقاسى صعيب , وماذا بعد ؟ لا شيء ..
ربما كان الشاعر يقصد أن يتغاضى عن شخصيات بعينها وصدر لنا حكايات العشق المؤلم التى يزخر بها التاريخ العربى , قيس وليلى , وعنترة وعبلة , و دعونى أضيف حكاية الشاعر الأعشى التى كانت تسميته توصيفا لضعف بصره , الأعشى الذى ظل يرسم فى مخيلته
وفى أشعاره شكلا لمحبوبته التى تعرفها من أبياته ( هريرة ) ..
وكيف أيضا صور عذابه لفراقها فى بيت شعره الشهير :

ودع هريرة ان الركب مرتحل .. وهل تطيق وداعا أيها الرجل

ولمعلوماتك التاريخية أن الأعشى ضعيف البصر طوال ( سى فى ) حبه ولوعته لفراق هريره لم يرى منها سوى كعبها فقط .. تخيل حجم المأساه !! .. قارن مدى لوعته مثلا لو شاهد فيلم بنات وموتسيكلات او مسلسل الحاجة زهرة ؟ الأكادة انه كان سينتحر بالقفز فى أقرب بئر .
إنها اللعبة الأبدية فى اختراع منغصات الحياة وكآبتها ..  أن تتقوقع على نفسك كضحية لم تملك خيارتها فى لحظة ما .. واجه نفسك ياعزيزى .. هل كان هذا حقيقيا ؟

( 1 )

مبطلون . مقاطعون

بعد اعلان نتيجة المرحلة الأولى تعالت صيحاتهم وعويلهم عن تزوير الانتخابات حتى من المرشحين الخاسرين أنفسهم , واخص بالذكر خالد على صاحب أضحوكة مرشح شباب الثورة , فلو كان هذا حقيقيا لعرفنا حجم هؤلاء الشباب تماما قياسا بأصواته , ثم برزت نغمة ابطال الأصوات أو مقاطعة المرحلة الثانية فمرسى مرشح الأخوان اللذين دأبوا على بيع الميدان , وشفيق هو مرشح العسكر وفى يده دماء .. ناهيك أنهم كالنعاج المساقة أفكارهم بلا منطق وحديثهم بلا براهين يستدخمون دماء الضحايا كما  استخدم اليهود أكاذيب الهولوكوست , لكن المثير للجدل انهم أكثر من كان ينظر للنتيجة بشغف .
وبعد النتيجة أنقسموا إلى فسطاطين الأول تفاخر بانتصار مرسى مرشح الاخوان اللذين باعوا الميدان مروجين أن هذا انتصارا للثورة .. أى ثورة عفوا ؟
لو كانت اهداف الثورة انتقال السلطة التنفيذية لمكتب الإرشاد على أمل انهم سينتظمون كمعارضين هو درب من دروب السخافة , أى معارضة تتم بعد أن ساومتم على أمن الوطن ؟ أى معارضة وقد قدمتم فروض الولاء المسبقة ؟ دعونى أذكركم بوثيقة العهد .. شيء خرافى آخر ينضم لقائمة المقترحات الأكثر سخفا فى التاريخ  
هذا لو قارنتها بقراءات سياسة التمكين فى مشروع الأخوان السياسى  .

الفسطاط الآخر هو ذلك اللذى تصور أن شفيق سيربح فقرر أن يقاطع خوفا من أن يعلن موقفه صراحة فتنهال عليه عبارة السخرية كالفلول وغيرها .. وهو ما تجده جليا فى تعبيراتهم المفعمة بالصدمة عن الدفاع عن الحريات والاعتراض على دولة المرشد ..  
ألم تكن خياراتكم بين أيديكم ؟

( 2 )

احنا اتباعنا

كلمة أخرى يمكنك ضمها الى قاموس الكلمات الاكثر سخفا ..
لقد تهكمنا على أرقام الأخوان لأنها لم تكن دقيقة ,
وبعد النتيجة اعترفت حملة شفيق بعدم دقة أرقامها .

وتلك الورقة التى ظهرت لتأكيد فوز شفيق لو امعنت النظر قليلا ولم تأخذها دليلا على صحة أوهامك لوجدت أنها نموذج ( مخصص للمندوبين ) أى نتيجة سرية تلك التى توزع كنماذج على مناديب المرشحين ؟ افق لتجد انك ككتلة حصلت بالفعل على 48% من أجمالى الأصوات ,
بفارق لا يتعدى 700 ألف صوت .. فى الوقت اللذى كنا نناشد فيه الجميع كان البعض يمرح على رمال الساحل يتصور أن شفيق سيجد مساندة ما من بقية الشعب أو أوهمه خياله أن الجيش سيتلاعب فى النتيجة لصالحه لتنعم أنت على شواطئ مارينا ( مفخدا ) دون يتحرك لك جفن .. وبعد النتيجة تقترب حالة الأغلبية من الاكتئاب لنتيجة هم أقرب أسبابها للواقع ثم يعودوا ليلوموا الجيش , ويا للعجب أن يفطن بعضهم لذلك الاختراع الخزعبلى أن الجيش غير المجلس
.. حبيب هارتى .. 

لقد طالبتم بالديموقراطية وهاهى أمامكم , فاقبلوها بلا شعارات واهية عن اننا اتسلمنا تسليم أهالى ,الجهد كان عظيما لكن لم يكن من المانع أن يزيد , الحملة فعلت ماتستطيع , ولكن لم يكن يمنعها شيء من زيادة العمل .. شيء كوميدى آخر يطل برأس المهرج أن شفيق كان هو الفائز لكن لاعتبارات أمن قومى تنازل ليكون خاسرا ,, تم نشرالخبر على موقع يدعى أنه استراتيجى لو امعنت فى البحث لوجدت أنه لا وجود لمركز دراسات استراتيجية بهذا الإسم , وكلها محاولات لدرء الفشل عن أسبابه الحقيقية .. 

وهل لو كان الجيش بصدد ابرام الصفقات لو كنت قارئا للمرة الثانية لسياسة التمكين عند الاخوان لعرفت أن أبسط مبادئها هى السيطرة على قوة السلاح , فمن العجيب أن تقتنع أن جيشا بكامل قوته يبرم صفقة ما لكى يسلم مفاتيحه لقيادة تحلم أن تتمكن منه مع كل بزوغ لفجر جديد . ومن العجيب ان تقتنع انه بعد أن يستسلم لقوة تسيطر عليه أن يخون قسمه الذى بايع فيه خالقه على حمايتك . لكنك انت من تجعله فى مثل هذه المواقف تبعا لاختياراتك
او اختيارات من حولك .

وللمفارقات الطريفة أن سارع البعض لتعليق صورة الشهيد السادات تعبيرا عن الحزن وكبرياء جريح , أضف الى معلوماتك أن السادات كان محاربا , فى الحرب كانت كفة السلاح فى غير صالحه , لكنه تحدى واقعه وانتصر , وفى المفاوضات ورغم كل الضغوط التى مورست عليه تمكن من أن ينجح , فالقدوة ليست بالصور , بل بالاقتداء بالأفعال , لا تقبل على نفسك أن تقبع ذليلا لفكرة أن هناك من جعلك تفشل , ولا ترضى بدور ( المفخد ) غير المهتم بما يجرى لأن النتيجة ستتغير بناءا على كسلك او تحركاتك .
خنوعك الآن سيكون دليلا على قبولك لأى شيء فى المستقبل , فقدانك الثقة فى كل شيء الآن يجعلك قطعة من الصلصال المهترئ لا تقوى حتى على تشكيل أى شيء ولا تقنع نفسك أنك مثالا لقول الشاعر : 

أشكو لمن حكمى والوصى والمدعى .. يقفون ضدى أجمعين وأنا اللذى وحدى معى 


لانك من تصنع خياراتك . ولاتحدثنى عن اخونة الدولة وأنت تمسك بطرف قميصك لتمسح فيه أنفك من فرط البكاء , أخونة الدولة من عدمها تابعة لاختيارك أيضا .


وبلغة الشطرنج التى تعتقدون انها لعبة تمارس عليكم الآن لقد خسرتم أسقف الملك لأنكم ببساطة لا تجيدون افتتاحية ( روى لوبيز ) لكنكم مازلتم تملكون جيش من القطع أهما وزير الجيش نفسة .. وليفهم من يريد أن يفهم ويهلع من يريد أن يظل أسيرا لحالة الهلع , كلكم تملكون خياراتكم كاملة , وغدا سنقرأ تاريخ أمجاد تلك الاختيارات من جديد .


======================

All Rights Reserved 

K@ReeM

======================