Tuesday, December 31, 2013

إشارة ضوئية




بجانبى فى احدى الإشارات الضوئية , وقفت تلك السيارة الكاديلاك نافيجيتور بلونها الفضى الأخاذ ,وحجمها المهيب الذى يبرهن لك على أن السفن أحيانا تسير على الأسفلت.
أخذت أقلب نظرى حولها بهاجس غريب ,ماذا لو كنت أملك سيارة مثلها .؟؟
بل وقمت بتشغيلها كــ ( ميكروباص ) !! طبعا ستكون الأجرة مضاعفة طبقا لمزايا السيارة .
فأنت تجلس فى التكييف وجهاز الاستريو يفوح بموسيقى كلاسيكية حبذا لو كانت لـ
( تشيكوفيزكى ) أو ( كارل أورف ) والركاب مستمتعين بالدانوب الأزرق أو الكارمينا بورانا عوضا عن ملحمة ( هاتى بوسة يابت ) الشهيرة التى تصم آذانى ... ميكروباص كاديلاك ! يا للروعة .

لكنى توقفت عند تلك الحلية المثبتة عند الإطارات , كانت رائعة بحق , وبرغم من أنها مجرد حلية ذات لون أحمر براق تصدر حركة موجية حادة صانعة تجويفا وهميا وكأنها ترس يدور فى حلقة لا نهاية لها حتى غبت تماما مع تلك الحركة الدائرية وكأننى سقط فى دوامة ما . رحت أتخيل لو كانت الحياة هى ذلك الترس المثبت الذى يدور بنا ويجبرنا على الركض معه وبنفس سرعته , غير مكترث بمن يسقطون أو يلهثون من فرط الإعياء .

تبدأ صغيرا ممتلئ الوجدان بالحيوية والأمل , لا مشاكل لديك سوى أنك خسرت الأسبوع الماضى أمام فريق الشارع الآخر , أنت فاشل منحط لأنك جاملت صديقك ( كلبظ ) على حساب مصلحة الفريق وجعلته يقف حارسا للمرمى , وها هو الفريق يخسر بسببه , وهاهى جارتك الصغيرة التى تقفز بين خطوط الطباشير وبين رفيقاتها فى سعادة , فكلاكما يمارس عملا مشينا فى نظر الآخر , كرة القدم صاخبة مملة يمارسها الأطفال الغوغائيون .
بينما عروستى تمارسها الفتيات المدللات لأنهم لايستطيعون لعب الكرة .
و فى الصباح ترتدى مريولا مضحكا وقد حملت أكتافك بحقيبة مليئة بالكراسات والكتب , تناديك جارتك فى حماسة  :يا حماااااده خلى بالك من اختك بسنت , وتتأبط بسنت ذراعك فى براءة نحو المدرسة وأنت تشعر أنك بطل .

تكبر قليلا ... اهتماماتك تتغير , وبالطبع أم بسنت تتغير ,  لم يعد مسموحا لنا نحن من كنا صغار الأمس بممارسةما كنا نفعله , والسبب .. لقد كبرتم !! إذن لما لا نشاهد التلفاز لوقت متأخر .؟ لأنكم صغار بالطبع !! ... لا نفهم شيئا , لكننا نشعر بأن هناك شئيا قد تغير. لم نعد نذهب للمدرسة سويا , ولم نعد نلعب فى بيت أحدنا الآخر فى الأعياد أونجلس متجاورين فى الفصل , و ( كلبظ ) لم يعد يهتم بالكرة من الأساس ومنشغل بأسرة الإذاعة المدرسية المملة , و هناك من ازداد طولا بدرجة مفزعة , ومن نمت له ذقن خفيفة جعلت من اسمه ( الشيخ سوكة ) . سوكة غريب الأطوار


تكبر قليلا ... المسافات تتزايد وتتسع , بل وأصبح ممنوعا علينا أن نتحدث وإلا سقط على رأسك جبل من اللوم والشتائم المتوارية خلف قناع النصح من أم بسنت لأننا كبرنا طبعا !

تعود لتمسك بكتاب الأحياء لتلعن هرمون التيستيسيترون والأستروجين الأحمقان اللذان لا يكفان عن التفرقة بينكما , ثم تمسك بكتاب النصوص لتقرأ قصيدة المساء لخليل مطران وأنت تتلوى ألما .أنت تحب بسنت , تلك الصغيرة التى كانت تلهو معك فى دارك أو فى غرفتها وتذهب معك للمدرسة أصبحت محرمة كليا عليك . حتى ( كلبظ ) أصبح مهتما بإطالة شعره وأظافره والوقوف على جانب الطريق يغازل المارة فى قبح . وهناك من أصبح يصفف شعره بالـ ( فوزلين ) كما ينطقها الأستاذ صبحى متهكما عليه لأنه يقلد عمرو دياب , وهناك من حلق رأسه تماما تشبها بـ ( حسام حسن ) بعد بطولة عام 1998 وأيضا يتهكم الأستاذ صبحى عليه لأنه يتخذ من لاعب الكرة قدوة له , حتى الشيخ سوكة لم يسلم من التهكم لأنه يصر على إطلاق لحيته  فالأستاذ صبحى يقول أنه سيصبح يوما ما ( بن لادن ) الجديد .


تكبر قليلا ... انت مع بسنت الآن فى كل وقت , لقد أصبحتم شباب جامعيين ناضجين شاكرين فضل التكنولوجيا التى جلعت لكم جهازا يسمى ( موبايل ) بغض النظر عن أن رقمها يحمل اسم ( فتحى ) ورقمك فى هاتفها يحملاسم ( ميرفت ) حتى لا تثيرون الشكوك من حولكم .

كلبظ أصبح اسمه ( شرو ) – بكسر الشين - وقد أصبح يجيد البصاق وافتعال المشاكل بلا داع سوى استعراض مهاراته الصوتية النابية أمام حفنة من الساحرات اللاتى يرحن ويجئن معه , وسوكة الشيخ الملتحى الساذج الذى بهرته أضواء المدينة وغرته الدنيا الزائفة  أصبح ممن يملكون
الـ ( سكسوكة ) والبوكسر الأحمر الفاتن والسجائر الأوروبية, لقد أصبح اسمه
هو ( بودى ) أيضا ! لقد كان طفلا مغرما بالرجل الوطواط وحاول لأكثر من مرة أن يقفز من فوق سطح منزلهم لكن صرخات عم "ياسر" البقال كانت دائما تمنعه حتى تجذبه والدته
ثم تشبعه ضربا وتقبله فى نفس اللحظة , وبعد ذلك أصبح مغرما بـ "لوزة" لكنه كان يخاف أن يفصح لها عن شعوره بالإعجاب خشية أن يركلة "عاطف" فى مؤخرته أو يصفعه "تختخ" على قفاه . كان طفلا بائسا بحق , وانتهى به الخيال الجماح لدفن جموحه فى انضمامه لجماعة دينية وتحول إلى سوكة الشيخ , لكنه الآن أصبح بودى ! يا للزمن العجيب !.

تمر الأيام حافلة بالأحداث , فتجد نفسك تستعد لأن تهاجر للعمل فى قارة أخرى بعد سحب استمارات السفارة الكندية والاسترالية , توطئة لأن تصبح فعلا من شباب المهجر مثلك مثل الكثيرين من سنك واللذين اتخذو الخليج العربي محطة لهم .وبسنت التى كانت معك فى الأمس القريب تمت خطبتها وجاءت أمها الحيزبون أفعى المامبا السوداء لمنزلك حاملة صينية من ( فقع الحريم ) وبعض البسكويت وتعانقك بحنان غريب وتقول لك ( عقبال ما نعمل لولادك ياحبيبى ) . يالها من شمطاء !.


يأخذك التفكير قليلا , فربما كان زوج زوج بالتأكيد يحب فى شبابه بسنت أخرى وكان يذهب معها للمدرسة وهو طفل وقرأ من أجلها قصائد خليل مطران فى كتاب النصوص , لكنها تزوجت من شاب آخر كان يحب بدوره بسنت أخرى فى صباه وقرأ من أجلها قصائد خليل مطران فى كتاب النصوص بل ومن الممكن أنه كان يقوم بتأليف الشعر الردئ كالعادة ويقذفه بمشبك الغسيل فى شرفتها أو يدونه خلف كشكول محاضراتها بخط مائع . وربما أنا أيضا سأتزوج من بسنت أخرى لكنها ليست من كنت أذهب معها للمدرسة وأقرأ من أجلها قصائد خليل مطران .
هيـــــــــــح .. كم هى جميلة تلك الذكريات .
ولله أسمى آيات الحمد لأننى لم أتزوج بسنت طبعا .

لكن ذلك الترس الذى يدير الحياة لن ينتظر من أجلنا أو من أجل أحد آخر .. فهو يدور ولن يتباطأ أو يتوقف ... ونحن ( تيـــــــــــت ) لن ( تيتيتيتـيـــــــــت ) نقدر على ( تيتــيــــــــت ) تحدى
القدر ( يارى يارى يارى ) .لقد تحولت الإشارة للون الأخضر وهذا هو سر 

الــ ( تيـــــت و اليارى) المزعج والضوء البراق الذى كاد يصيبنى بالعمى ليحثنى على التحرك .. مهلا لقد اختفت الكاديلاك !!! انطلقت قبلى وأنا غارق فى التفكير .

سأحاول اللحاق بها , فمازالت الفكرة تسيطر على جزء من تفكيرى حتى الآن .
كم من الممكن أن تكون حصيلة اليوم من تلك السيارة ؟ وكم عدد الزبائن اللذين سيدفعون ضعف الأجرة طواعية منهم للإستمتاع فى تلك الباخرة الأرضية .؟؟

ميكروباص كاديلاك ! يا للروعة .


Wednesday, December 11, 2013

دبابيــــس -8




حبيبتى .. لك جاذبية خاصة فعلا , وهى حقيقة يدرك كل من استوعب أبسط قواعد الفيزياء أنها هراء .

==========

ذهب ! إنها حافية على جسر من الفلزات , لتكن الأشياء على حقيقتها رجاءا .

==========

كلهم يتخيلون أنهم "ديوجين" الذى جاب الأرض بحثا عمن يحمل المصباح , لكنهم فى الحقيقة يمثلون المعادل البشرى لفانوس"كورمبو" وبتشغيل الزنبرك يمكنك الاستماع لكافة الشعارات التى نعرفها جيدا .

==========

إن المثقفين نوعان .. نوع يترجم لك أفكارك ونوع يصر أنه كذلك .

==========

لا تتزوج من فتاة لا تستطيع الطهى حتى و إن كنت تعشقها . فالحب وان كان يصنع المعجزات , فهو لايستطيع اعداد البشاميل أو الطواجن , ولا يستطيع لف ورق العنب أيضا .

==========

هذه الحياة مراوغة لا تنتظرك  حتى تتخذ القرار . لابد أن تغامر لتفوز , أو تغامر لتخسر .. فهى لن تبقى هادئة فى انتظار نتائج تحليلاتك على الإطلاق .

==========

لم ينل من المال مثل بقية الرفاق , فأصبح ينعتهم باللصوص .

==========

أهمية الشيء لاتظهر إلا حينما تفقده , لاحظ أن جواربك كلها تتسخ قبل أى لقاء مهم , الماء ينقطع حينما تكون فى أشد الحاجة للاستحمام أو فى حاجة لأشياء أخرى لا تقل خطورة .. حتى فى السينما , فالسيارة لاتتعطل إلا فى الصحراء أو عندما يركض خلفك قاتل .

==========

حبيبتى .. ما رأيك أن نقضى شهر العسل فى فينيسيا ؟ كان ؟ المالديف ؟ اختارى بقعة الأحلام التى تناسب خيالك و "جوجل" سيفى تماما بالغرض لأن خالى قام بحجز شاليه فى بلطيم كهدية لزواجنا السعيد .

==========

اختلاس النظرات ليس عملا محببا , خاصة لو أن حظك العاثر وضع أمامك من يلاحظون ذلك .

==========

لم أفهم يوما سر تلك العلاقة بين الرومانسية والشموع . واعتقد ان لا أحد أيضا .. مجرد موروث مرئى آخر .

==========

نحن على قمة هرم النفاق الاجتماعى الآن , لقد تيقن كل منا أن هذه هى اللحظة المناسبة لكى نتزوج .

==========

حبيبتى .. دعينى أنشد لك أنشودة يخلدها التاريخ : أنت عمرى .. والأعمار بيد الله .


======================


لظروف العمل ونهاية السنة المالية قد تتوقف عجلة الإنتاج عن الدوران لبعض الوقت .. 

لكن يمكنك - لوكنت مهتما - بمتابعة مايدور فى خلدى البائس عبر فايسبوك من خلال الرابط 

Sunday, October 27, 2013

دبابيــــس -7






للعرب مواهب .. وأهمها أنهم لايملكون أى موهبة على الإطلاق .

================

لقد أدمن انتظار من لايستحقون عناء الانتظار , فبات من أولئك الذين لايستحقون عناء الشفقة .

================

بدأت تشعرين بالملل من علاقتنا ! .. حسنا ياحبيبتى , ما رأيك أن نخترع لعبة ما نكسر بها هذا الملل ؟ دورك أن تختفى فى مكان ما ودورى هو ألا أكلف نفسى عناء البحث عنك .

================

الأطفال أحباب الرحمن , شريطة أن يبقوا بعيدين عن شؤونك الخاصة.

================

ترتبط دائما قصص الحب الفاشلة بفصل الشتاء , وهو من أنواع الهراء العاطفى الذى لايستطيع العاشقون تفسيره حتى الآن .

================

مشكلة الأغان الوطنية حاليا أن صناعها غير مؤمنين بما يقدموه . فترة مباراة الجزائر الشهيرة ثم هوجة يناير صاحبتها مجموعة ضخمة من السعار الموسيقى لتمجيد ما يحدث , لكن بالوعة الفن الردئ كانت تمتص كل هذه المخلفات لتعود أنت كمواطن إلى "ياحبيبتى يامصر" دامع العينين لأنك تصدق ماتسمعه فعلا .

=============== 

مختلفون فى كل شيء , لكنهم بشكل ما متفقون أن هذا الزواج لابد وأن يتم . هناك قاعة ما سيخسرون عربونها , وبعض الأخشاب التى سيأكلها السوس , وبعض الأطباق الرديئة ستؤول إلى معرض دائم لحفظ الأتربة فى النهاية . كل هذا أهم من مسكينة ربما تحصل على لقب مطلقة فى غضون بضعة أشهر لا أكثر .

===============

قبل أن تصبح يساريا تأكد أنك تشرب القهوة السادة فى كأس زجاجى لأن الفنجان وسيلة الرأسماليين الحمقى . لو لم تكن كذلك فيساريتك ينقصها الكثير ياعزيزى .

===============

أنا ثورى حر .. كلمة تعنى أن بإمكانك التنقيب عن البترول فى وجه قائل هذه العبارة طبقا لقناعته بمعنى مايقول .

===============

الطفل المصرى يشده دائما كل ماهو غريب فى أفلام الكارتون , لقد تعلق بـ "أبو الغضب" أكثر من مازنجر , وقلد أسلوب "مشرط" رغم أن محمد منير نفسه تغنى باسم "بكار" , ثم كبر هذا الطفل لينتخب مرسى محاولا اثبات أن الشرير يمكن أن يقدم أفضل ما لديه لو حصل على فرصة .

===============

ألتراس .. هى مجموعة من عشاق الأدرينالين الذين لايكفون عن الشغب ولعب دور حسن الهلالى المظلوم الذى سيعود لينتقم من الجميع وكل هذا فى اطار مباراة كرة قدم , الكوميديا فى هذا الأمر أن اللاعب بعد المبارة يهدى الفوز إلى "الجامهور الكبير" الذى لم يشجعه أصلا وكان مشغولا بسب لاعبى الفريق الأخر وإلقاء القمامة على أرضية الملعب .

==============

إن الديالكتيك المعاصر يمكنه أن يفك قيود الراديكالية المتسقة تماما مع هرطقة البرولتاريا التواقة .. هكذا باختصار يمكننى الفوز بمقعد دائرة "مصر الجديدة" فى مجلس الشعب .

==============

فى لحظة ما يجبرك الحنين ان تغوص فى أعماق ذكرياتك لتسترجع شيئا يبدو لك أنه سيجعلك سعيدا , لكنك تفاجأ أن الزمن قد أفقدك معظمه وتركه لك مجرد هيكل هش يصارع البقاء قبل أن يزول للأبد .

==============


تكثر المصانع في بلادي "مصر" . وبالرغم من أن معظمها لايعمل إلا أن أكثرها 

واقعية هو "مصنع الرجال" في القوات المسلحة ، وأكثرها رواجها هو "مصنع 

الحلوى" على فايس بوك ، وأكثرها زخما هو "مصنع الكراسى" الذي

لايوجد سياسي إلا وتم استدراجه هناك .. لكن أهم تلك المصانع التي لم تأخذ حقها 

على الإطلاق هو "مصنع البيض" .. دعوني اقدم لكم إذا رحلة مجانية

لهذا الصرح العظيم .

رحلة إلى مصنع البيض .. Soon




Wednesday, September 25, 2013

دبابيـــس -6






بعض العرب لديهم من الشجاعة ليقاتلوا .. حتى آخر جندى مصرى .

==========

هناك دائما عظة أخلاقية فى كل فيلم مسف يظهر للنور , أن تقول الأم لابنتها لا تفعلى مثل ( طنط ) أو تقول لابنها لقد تلفت أخلاق البطل لأنه لم يكن يشرب اللبن .

==========

أشعر فى بعض الأحيان أن أفكارا عبقرية تنتظر أن تتدفق منى كالشلال , وما إن ترسو فكرة عندى حتى يكون وقت الغداء قد حان أو النوم أو تلبية نداء الطبيعة , ربما لم يحن الوقت لترى عبقريتى النور .

==========

هذا الأب يصر على تكون هناك فترة خطوبة , انظر لمؤخرة "بنطلون" العريس .. لقد تقرحت من كثرة الجلوس مع ابنتك ياعزيزى !.

==========

للمدخن ميزة مبهجة وحيدة تجعله حين يتكلم تخرج كلماته أكثر كثافة وعمق .

==========

هى خبيرة فى المطبخ الهندى الآن .. كمية لابأس بها من "العك" وتضيف إليها كمية كبيرة من مسحوق الكارى لتدارى فعلتها الشنعاء .

==========

هذا الهاتف المحمول الذى يعلن عنه ذلك الشاب شبه الملتح فى التلفزيون طفرة بكل المقاييس .. بغض النظر عن أنه مازال يعمل بالأزرار لكنك لن تستطيع مقاومة تلك الميزة السحرية التى تجعله يكشف لك رقم المتصل .

==========

سؤال يحيرنى منذ أن كنت طفلا .. لماذا لم تكن تحضر لى أمى سندوتشاتى بنفس الكيفية التى تظهر بها على التلفزيون .؟

==========

جميع الرجال يتأكدون من أنهم مصابون بعمى الألوان لو تكلمت أمامهم سيدة ما عن مسميات الألوان

==========

لايمكن أن نستمر ....,, أعرف أنك على يقين بذلك وأعرف أنك وافقت من البداية لتحظى ببعض التسلية , فليكن الوداع لائقا بشخصين تافهين اذا دون التطرق لأى موروث مرئى عن تلك اللحظات لأنها مزيفة ياحبيبتى .

==========

القانون ببساطة هو ( خرم ) إبرة يستطيع أن يعبر منه فيل المخالفات بسلاسة يحسده عليها لاعبات الباليه

==========

قال لى أن حبيبته تشبه فينوس , فعرفت أنه نصاب لأن فيونس هذه مجرد اختراع لخيال يونانى قديم .

==========

عملية التفكير تختلف وفقا لاختلاف الجنس , فعند الرجال لايعدو التفكير أكثر من النظر بشرود لموضع مسمار فى جدار منذ قرن , أما عند النساء فهن يملكن من الخيال مايجعلهم يخترعن المصائب ثم يلقين باللوم عليك لأنك لم تكن بجوارهم .

==========

لماذا أصر أن أبدو بكل هذا الهدوء ؟ الأمر فقط يتطلب لكمة واحده لأحطم بها أنفه .

==========

بعض الكتاب لايجدون مايقدموه حتى يضطروا لتعبئة أوراقهم بالهراء . ولأنك لا تمتلك الجرأة الكافية لتقول على الهراء أنه هراء تستسلم لشعورك بأن ذلك الكاتب عبقرى من عالم آخر .

==========

أهم مبدأ فى ثقافة الاختلاف أن من ليس معنا فهو ضدنا ببساطة , أو من ليس معنا فهو شاذ , عميل , خائن و أبله وغبى , لكننا ديموقراطيون كما ترى .

========================== 

دبابيــــس .. الأسبوع القادم ستكون من أرض الوطن بمشيئة الله , وهو شيء جدير بالإحتفال .


Tuesday, September 10, 2013

دبابيـــس .. نص رغيف






تخيل لو وقفت "فايزة أحمد" بوقارها المعهود وهى تستعد للغناء فى احتفالات ثورة يوليو وخلفيتها الموسيقية تدندن ببعض المقامات الشرقية كعادة الحفلات فى تلك الفترة , ثم تصمت الموسيقى لحظة استعدادا للطرب الخاص الذى لايضاهى "فايزة أحمد" فيه أحد . وفجأة تجدها تمسك بالميكروفون وهى تغنى : "وحط ايده ياه على ايدى ياه" على ايقاع مزعج يخدش حياء الأذن الوسطى ثم يبدأ الجمهور بالرقص وهم عراة النصف الأعلى !.  إنه "شيء لايسدكه عكل" كما تقول الرائعة "شويكار" لأن حتى مجرد التخيل يدهس فكرة المنطق بسيارة دفع رباعى . لكن هذا مايبرعون فيه الآن . لماذا نحاط دائما بمجموعة المسوخ "إياها" التى لاتكف عن محاولة اقناعك بأن التخلى عن دماغك وتحولك إلى زومبى هى أسمى تجارب الإرتقاء بالمستوى الإنسانى ؟

الإعلام لدينا للأسف وطبقا لنظرية "نص رغيف" التى سنشرحها فيما بعد يجعلهم يتدفقون إلينا بشكل يومى ومتكرر لدرجة تدفع بعض الضيوف من المسوخ لحضور البرامج واحدا بعد الآخر ليقول نفس الهراء الذى سبق وامطرنا به منذ خمسة دقائق على محطة أخرى , والممتع فى الأمر أنه فى كل برنامج يقول مايقول وكأنه الوحيد الذى يملك خريطة العثور على القارة اطلانتس المفقودة مثلا !.
هناك دائما ذلك الخبير الأمنى خريج معهد "كبس القش" الذى لايكف عن تقييم وضع يجهل أبعاده تماما , لكنه ينفعل جيدا ويبدو غامضا لدرجة تثير الريبة لذا فهو جيد , المسخ الغامض يبلى بلاءا حسنا فى لعبة سد الفراغ الإعلامى ببراعة , فهو لايقدم أية أفكار سوى النواح ولايكف عن استشعار الخطر المحدق بالجميع . وكعادة كل خبير أمنى يحترم مهنته فغموضه ليس مجانيا على الإطلاق , فكلما زادت سماكة الظرف المغلق كلما ازداد ابداعا فى استشعار الخطر .

الضيوف من المسوخ الحزبية كذلك لا يقل أحدهم امتاعا عن زملائه من نفس المهنة أو من زملائه من المسوخ الآخرين , ومهما كان حجم الاختلاف الأيديولجى "الوهمى" فهم جميعهم يشتركون فى رقعة واسعة من البؤس . الصراع بين اليمين واليسار والمحافظون تتلاشى جدرانه تماما وسط مايطرحوه من عبث , فاليمين فكرته قائمة على أساس محاكم التفتيش , هل أنت مسلم ؟ إذا انضم إلينا . لاتريد الإنضمام ؟! إذا فأنت عربيد فاسق ماجن علمانى ليبرالى فاجر كافر ومنحل . اليسار ! من المضيعة للوقت أن أتحدث عن فترة العصور الحجرية , لكن المبهر فى ذلك اليسارى الذى يملك ارقى الوسائل التكنولوجية أنه يبيع لك الفشل باعتباره قمة "العدل الاجتماعى" فهو يرى أن من حقه كانسان تافه وكسول أن يتساوى مع آخر لديه من المهارة مايكفى لمجرد أنه يرى فى ذلك عدله الاجتماعى المنشود . أما المحافظون فهم الفلول كما يراهم أى يسارى أو يمينى .

هذا التخبط يقودك لفكرة الصراع الأيديولجى نفسه , هل تعرف معنى الليبرالية حقا ؟ نعم إنها الطريقة التى تجعل حزب ليبرالى شهير يتحالف فى فترة ما مع فصيل يختلف تماما مع أيديولجيته لمجرد أن فى ذلك ضمان لبعض المقاعد البرلمانية , وهو نفس الحزب الذى يسعى لنفس التحالف الآن ولكن بشكل مستتر ضمانا لمقاعد برلمانية أيضا على أمل أنه سيشكل الحكومة فيما بعد , وفى المقابل لاتتعارض المرجعية الإسلامية المدعاة مع التحالف مع بعض الفسقة واستخدامهم كدابة تحملهم إلى مقاعد البرلمان أيضا .

نعود إلى المسوخ وهذه الفقرة خاصة بالمسوخ المستقلين .. المسخ المستقل يمكنك تمييزه طبعا لأنه لاينتمى لفصيل سياسى معين حتى لو كان يدعم "أبوالفتوح" فيما مضى , لكنه كذلك لاينتمى إلى نفسه . هناك رجل كان عضو أمانة لجنة السياسات قديما لكن هذا لايعنى طبعا انتماؤه للنظام القديم لأنه مستقل كما نعلم . هو لا يكف عن تصدير فكرة المصالحة مع الإرهاب , بالرغم من أنه لم يتصالح مع مجرد قاطع طريق عكر عليه صفوة أمسية قمرية مع خطيبته !. هناك مسخ آخر أيضا وهو كاتب بالمناسبة وصاحب علامة مميزة فى تراث السينما المعاصرة لما يقدمه من أفكار عظيمة , وكانت أقصى مشاكله مع مرشح رئاسى سابق أنه يرتدى "بلوفر" , رغم أن هذا العبقرى لو نظر لنفسه لحظة لوجد أنه المسخ الوحيد الذى يظهر على شاشات التلفاز بـ "جاكتة البيجامة" . لذا أجد من الغرابة أن ينتقد الآخرين بسبب المظهر العام أو الملابس بشكل أكثر خصوصية .

أخيرا لدينا المسخ الأخلاقى , صاحب المبادئ التى لاتتجزأ ولايمكنك أن تنال من مصداقيته أمام نفسه وأمام من يعتبرونه قدوة . إنه يجد من الفظاظة والعيب أن تفتح القنوات الفضائية أبوابها لمحام لايحمل إلا التطاول على خصومه وتهديدهم بالأوراق و "السيديهات" , لكنه متابع جيد لمقدم برنامج ساخر ويعتبره طفرة فى مجال الإعلام رغم كل ماتحمله حلقاته من إيحاءات ومبالغات فظة كثيرا . الأمر متشابه لو شئت الدقة , لكنه بعين المسخ لايمكنه أن يكون منصفا على الإطلاق .


تسأل الآن عن معنى " نص رغيف " وعلاقته بالمسوخ , حسنا .. لدينا فى مصر "ساندوتش يأتيك فى نصف رغيف  نسميه "الصاروخ" وهو عبارة عن( فول + بيض + بطاطس + سجق ) وهناك بعض المحلات التى تبدو أنيقة تضيف إلى هذا الخليط المزعج "كاتشاب" باعتبار أنه قطعة الكرز فوق كعكة عيد الميلاد لكى تكتمل أناقة المشهد  , هذا الخليط يعتبرونه وجبه , وهو فى النهاية ليس إلا مجرد "عك" . كذلك الإعلام .. يقدم لك مختلف أنواع المسوخ من خلال شاشة ليقدموا كل أنواع الهراء باعتباره .. سياسة .