Wednesday, February 8, 2012

فرانكنشتاين .. بالمصرى




بداية .. إن أى تشابه بين عنوان المقال وبين احدى أسماء برامج التوك شو

فهو صدفة .. مقصودة طبعا


========


يرى الجميع أننا من نسيج واحد , وهو أمر لا شك فيه ولا مراجعة له ..

ولكن النسيج بات يهترئ ويضعف .. لم يعد قادرا على تحمل مشقة الأحداث ,

لكننا بدلا من أن نعالج القصور الداخلى فينا نلقى باللوم على عامل مصنع الغزل الذى

يتعامل بدوره فقط مع نوعية القماش المتاح .

ولن أبدأ كالعادة بالتفريق بين الثورة وبعض الثوار ..

الفرق واضح للضرير وعلى من يرى أننى أتجنى عليهم يمكنه الضغط على

علامة ( اكس ) اعلى يمين المتصفح ليريح نفسه من البداية .

نمر بالكارثة تلو الأخرى فى تسلسل مذهل , ولكن مهما كانت النتائج أو المسببات يكون

المسئول عنها طرفان لا ثالث لهما مهما زعم الزاعمون ,

وقطعا هما وزارة الداخلية والمجلس العسكرى . بورسعيد حادث دبره المجلس العسكرى

لينتقم من هتاف الألتراس - يسقط العسكر – فى مباراه ما , الـ 20 ألف مواطن اللذين

أقتحموا أرض الملعلب بعد فاصل من السباب العلنى كانت قلة مندسة اخرى زرعها المجلس

العسكرى للإنتقام , نتفق الآن ان الاحداث دبرها المجلس العسكرى ..

لماذا الهجوم على بورسعيد اذا ؟

ثم محاولات بعض المتظاهرين ( السلميين ) الوصول لمبنى الداخلية بلا مبرر سوى الانتقام , من

ماذا ؟ من الداخلية طبعا ,, وسؤال آخر بلا اجابة ,

هل الداخلية متورطة بالكامل فى أحداث ستاد المصرى ؟

الاجابة لا طبعا .. ويشهد الجميع بكفاءة الوزير الجديد لدرجة تجعلك تؤمن بنظرية المؤامرة

المعدة للإطاحة به , لكن الجموع تتزايد لدرجة جعلت من التصادم حلا سواء كان بالغاز

او بالخرطوش الذى أثبتت لجنة مجلس الشعب انه كان من الجانبين .

هنا ينفجر المشهد بالمتحاذقين مجددا , عضو مجلس شعب يقترب من ان يكون ملك الفكاهة الأوحد

فى الدورة البرلمانية رغم أنها لازالت فى البداية يعود حاملا خرطوش ( سليم ) يعرضه فى

القاعة لتتعالى الصيحات فيخرج خرطوشا آخر ( فارغ ) ليزيد من قبح موقفه المضحك ..

هناك آخر وقف ليحث الجميع على الزام الداخلية بعدم استخدام العنف ,

عظيم .. فليكن تسليح الداخلية لمقاومة الشغب بعض ( الأساتك ) و ( عصيان دولسى ) ومكبرات

صوت عملاقة تعنف المتظاهرين قائلة ( كخ ) فى وجوههم .

اعزائى المزايدين ,,

هناك منطقة رمادية بين طرفى المنحنى تسمى تطبيق القانون , من تعداه عوقب به

ولافرق اذا عندها بين ثائر و لواء , لكن الاصرار على أن المتظاهرين هم ملائكة منتدبون

للتظاهر والعودة مرة أخرى للسماء او تصوير الداخلية على أنهم

حفنة من القتلة بالزى الرسمى هذه حكاية لاتصلح سوى فى أفلام سبيلبرج عن النازية .

نعود بالأحداث قليلا لاعتصام ماسبيرو الأخير .. المتظاهرون يريدون تطهير الإعلام ورحيل العسكر

, تسألهم عن ماهية العسكر يجيبك المتحاذقون أنهم أفراد المجلس العسكرى ,

يدغدغون فى داخلك قناعة أصيلة انك لن تقبل بعد مبارك حكما عسكريا

مهما كان غلافه محكما .. هذه حقيقة

ودعونى أتنازل عن قناعتى للحظة ان المجلس يختلف عن الجيش لانه يحكم ..

فيطل سؤال آخر بلا إجابة

تريدون اقناعى أن المجلس ينفصل عن الجيش وأن هدفكم هو رحيل المجلس لانه حاكم للبلاد ,

لماذا يتم التهكم والتعدى بالسباب القبيح الذى ان دل على شيء

فهو ( قلة رباية ) صارخة فى وجه فرد الشرطة العسكرية المكلف بحراسة المبنى ؟

يعرف كل رضيع فى مصر بعد 11 فبراير ان المجلس العسكرى يضم رءوس أسلحة الجيش

وليس من ضمنهم فرد الشرطة العسكرية بالتأكيد .. يجيبك متحاذق آخر انهم عسكر مبارك ,

هذا الشاب اذا اكتشف ذلك الماكيرسكوب الذى يستطيع من خلاله التفريق بين جندى الجيش

وبين من هم عسكر مبارك .. المجلس العسكرى رجال مبارك وأفراد الشرطة العسكرية

رجال عسكر مبارك .. أين اذا أفراد الجيش المصرى فى تلك المعضلة ؟

هل هم ضباط 8 ابريل مثلا ؟ هذا هو النموذج المثالى الذى لا يقدر احد المتحاذقين

على الافصاح عنه . نموذج الضابط المفصول لأسباب داخلية تتعلق بالضوابط العسكرية

أصبح فى نظرهم قدوة لأنه كان فى التحرير .


الجديد الآن هى دعوة العصيان المدنى .. كالعادة صور وبانرات تملأ الفضاء الاليكترونى ,

مثقف متحاذق يقول لك ان الاضراب مشروع ونادى به كلا من ( غاندى - لوثر كينج ) وحتى

عام 1919 فى مصر , يحدثك بمنطق ينسف لك فكرة عدم المشروعية ,

ولكنه ينسى شيئا مهما للغاية

غاندى قاد الاضراب ضد الاحتلال , لوثر كينج قاده ضد العنصرية

وفى ثورة 19 ايضا كانت الدعوة ضد الاحتلال الانجليزى ..

فماهى أوجه وجوبه الآن ؟

رحيل العسكر ؟ اللذى سيرحل فعليا بعد أقل من 90 يوما ؟

الاطاحة مثلا بالبرلمان المنتخب اتفقنا او اختلفنا حول نتائجه ؟

الاطاحة بالجنزورى ؟ الذى سيرحل أيضا فى غضون أشهر ؟

اعتبرونى غبيا فى هذا السؤال .. هل المقصود بالاضراب انعاش الاقتصاد مثلا ؟

فى خلال سنة واجهنا أكبر طفرة فى مظاهرات العمال وامتناعهم عن العمل من أجل

علاوة أو تثبيت ناهيك عن قطع الطرق واختطاف السائحين والموظف أيضا لايعمل من الأساس لدرجة انخفض معها

احتياط النقد إلى 16 مليار ووصل للمنحدر الأخير ..

هؤلاء اللذين يتم تصديرهم لنا كوجوه للثورة يجعلون من كل شيء وجها مشوها ,

الشعب نفسه لا يعرف مصلحته لأنه اختار الاسلاميين , ماذا عن ملك كوميديا البرلمان هل هو

اسلامى ؟ الجيش يريد أن يحكم , وكل مايفعله ( رغم اخطاءه السياسية التى تقترب من الكوارث ) تدل

على نيته فى الرحيل , تحول الجيش من رمز الى عسكر مبارك ..

عصيان مدنى بلا أدنى هدف واتحدى ان يخبرنى أيا من الداعين له عن فوائده وعيوبه

وأيهم اخف ضررا على الاقتصاد والوطن , لا أحد منهم يملك ردا عن تساؤل ماذا بعد ..

هم يقومون بالتصعيد والشارع يمارس هوايته فى التحمل التى اتوقع ان يتخلى عنها قريبا .

أتذكر ذلك الفيديو الشهير لجماعة ( الفهلويون الثوريون ) فأفهم أنهم
يريدون كل شيء أن يصبح مسخا مثل فرانكنشتاين ..

وطن مشوه بلا ذنب سوى أن بعض أبناءه المجانين
أرادوا له ذلك بحجة الهدم والبناء وبدأوا شيئا لم يضعوا فى حسبانهم كيف يدار أو ينتهى ,

رغم دوراتهم التدريبية فى مراكز استغلال المخابيل لصناعة المسوخ حول العالم ..

والحدق يفهم .

=============

* وددت ان اضيف فى النهاية اننى استخدمت كلمة ( عسكر ) لأنهم يستخدمونها وليس لاقتناعى بها

فالمجلس العسكرى ليس عسكرا لان الجيش ببساطه ليس مرتزق

وانا فعلا لا احترم من يقولها .


=============================

All Rights Reserved ..

جميع الحقوق محفوظة ,, وهى قاعدة بدأت الملل منها فعلا

K@ReeM

=============================

No comments: