Sunday, July 1, 2012

حكايات على الهامش .. ( 4/12 ) ..ء








(1)   فـــلاش

هكذا أفعلها دائما .. أقول لهم ابتسموا ثم أعد حتى ثلاثة وينطلق الضوء البراق .
يخرج الجميع من هنا سعداء وقد التقطوا لأنفسهم صورا بوجوه مرحة سعيدة , مثل التى تعقد كفيها أسفل وجنتها وتضحك فى دلال أو تحتضن تلك الدمية , الشباب اللذين يصرون على التقاط صورهم وهم ينظرون لجانب ما فى شرود والتى أصبحت مثل التابو , لابد وأن تكون لديك صورة مثلها . الكل يأتى ليسجل لحظات سعادته هنا , أو يلتقط لنفسه صورة ما تدل على أنه كان سعيدا فى لحظة ما .أرى فى بعض الوجوه بحكم خبرتى ذلك الهم المستتر الذى يظهر على الوجه مهما حاولت أن تبدو مرحا , تلك الدموع الت تريد أن تنطلق لولا أنه يقول لها مهلا , نحن مراقبين بتلك العدسة التى لاتخفى شيئا , فالكل يريد أن يكون فى كامل رونقه , فى قمة سعادته , فى حالة يريد أن تبقى معه للأبد لذا يحاول أن يبقيها ويحافظ عليها فى إطار , ربما كانت سببا يوما ما فى أن نستعيد شجاعتنا ونرى كم كنا سعداء فى ذلك الوقت ونحارب لنحافظ عليها , ككل المتزوجين الجدد اللذين يظهرون فى قمة الحب ليخلدوا تلك اللحظة معا كمن أصورهم الآن, والتى ستصبح إرثا لأولادهم واللذين سيقولون فى فخر كم ابوينا يحبان بعضهم ,انظروا للسعادة فى عيونهم ؟؟ وتصبح تلك الصورة حلما يكبر فيهم ويتمنوا أن يحققوه مع الزمن , هل ستكون صورتى معبرة كتلك الصورة .؟؟ لكن أحدا لن يذكرنى فى هذا ... هكذا أفعلها دائما .. أقول لهم ابتسموا , فلماذا لا أجرب بنفسى ولو لمرة واحدة .؟؟ وقفت أمام المرآة , وأخذت اهذب من شعرى المتناثر وكأنها سمة موحده لجميع من يقفون خلف الكاميرا , الآن أصبحت مستعدا تماما , قلت لنفسى ابتسم .. ابتسم .. لكنى لم استطع ذلك , كررت الأمر لكنى حقا لم أعرف لماذا لم أقاوم . هل لا استطيع أن اتغلب على نفسى للحظة .؟؟ كلما أقولها لا استطيع مجرد أن أرسمها على وجهى , فقط ترتسم على وجهى تلك النظرة الشاردة التى استعيد معها وجوه معظم من زارونى ويقفون مثلى أمام المرآة يعدلون من أنفسهم ويستعدون للجلوس وهم يقاتلون كل شعور لديهم بالحزن أو الشرود لتبقى تلك اللحظة صافية استعدادا لعدستى وحين أقول لهم ابتسموا يفعلونها ببساطة , أما أنا فلا استطيع , ربما لأننى فعلا لا استطيع ذلك , أو أننى فى حاجه لمن يقولها لى أيضا على سبيل المجاملة .



 (2)  ليت للأسلاك مشاعر

تسألون لماذا أنا متأنق الآن .. لا تحتاجوا لأن تعرفوا أننى ذاهب لرؤيتها , هى حلمى لو صح تعبيرى , الوحيدة التى شعرت أن قلبى يخفق لها , ولها فقط . دائما أبدأ يومى بسماع صوتها عبر الهاتف وإن لم يحدث أظل شاردا طيلة النهار , وكأنى أدمنت صوتها بشكل أو بآخر , طيلة سنوات الجامعة ونحن متجاوران , صديقان , لكننا لم نكن يوما حبيبين , والسبب هو أنا .. نعم .,, لأننى جبان , لم استطع يوما أن أخبرها أننى أحبها , كم اشتاق إليها حتى وهى بجوارى , صورتها التى لا تفارقنى والتى أخاف أن تهتز فى خيالى لو أغمضت عينى , أحلامى التى لا تكون إلا عنها ونحن معا فى كل مكان نختاره , على أبعد شواطئ العالم , فوق أعلى قمة جبل , فى أجمل بستان وهى تنظر لى بحنان حين أهديها تلك الزهرة البيضاء , حتى ونحن عجوزان طال بنا العمر لمرحلة الشيخوخة أراها بنفس وجهها وهى تضع رأسها على كتفى وتذكرنى بكل تلك السنوات ونحن معا . لكنى لم أجرؤ يوما على أن أقول لها شيئا , وكثيرا ما كانت تضع أمامى فرصا لكى أنطق ولو بحرف لكن هى عادتى التى لم تتغير مجرد صمت وشرود وأى حديث يختلقه الخيال فى لحظة , لدرجة كانت تجعلنى أتمنى لو كانت لأسلاك الهاتف مشاعر لتخبرها أن ذلك الغبى على الجانب الآخر يهيم بك حبا لكنه يعتقد أن العالم سينفجر لو قال لك أحبك , يتوقع أن تغلقى الهاتف فى وجهه وتعنفيه أو تسبيه , أن يقول لها أننى لوكنت أبكم اللسان لكنت استعدت قدرتى على النطق لكى أقول لك تلك الحروف الأربعة , لكنه مقطوع اللسان من الأصل , وكذلك أسلاك الهاتف لا تتكلم أيضا ولا تتكلم الأحلام ولا النظرات ولا أى شيء يمكنه أن يتكلم غيرى لكننى لم استطع ذلك ,
تسألون لماذا أنا متأنق .. فنحن نلتقى كثيرا ولا داعى لتلك التصرفات , لكنكم لم تعرفوا بعد أنه اليوم الأخير الذى سأراها فيه , لماذا .؟
خلتكم توقعتم ذلك , إنها تتزوج اليوم , و أنا مثلى مثل زملائى مدعوين لنراها وهى تستعد لحياة جديدة كم منيت نفسى أن أكون أنا من يقاسمها تلك اللحظة , لكن المسموح لى فقط هذا اليوم أن أظهر مع بقيتنا فى تلك الصورة معا , ها نحن نصطف حولها , الكل يأخذ وضع الاستعداد ويضحك فى سعادة , حتى أنا حاولت .. كنت أتمزق لكننى أجاهد كى لا أضيف صفة الأنانية لمجموعة الحماقة والغباء ,على الأقل لا أريد أن أظهر شاردا حزينا فى صورة ستعتز بها فى ذكرياتها مع مجموعة من أفضل أصدقائها ربما مع الزمن لن يلتقوا مجددا ,فلا داعى لأفسد فرحتها لكى أعبر عن نفسى فيها, لم أعتد هذا فلا داعى له الآن , والآن ...
أنا أبتسم

( 3 )  لا أريد السقوط
     لا أريد السقوط .. أعرف أنها نهاية الطريق بالنسبة لعالمنا , لكننى مازلت      قادرا على صنع البهجه فى النفوس .ومازل أمامى الكثير لأراه والذى اشتقت إليه من كثرة ماسمعت بهجة ليالى الصيف الساهرة , وذكريات البشر فى جلساتهم حولنا ,
 و أزهار الربيع التى ستنمو إلى جوارنا بألوانها الخلابة وروائحها العطرة و تمايل الأغصان بنا وهم يحملون منا العشرات والعشرات فى سعادة , بينما يتخللنا هواءه المنعش ليصدر عنا ذلك الحفيف الذى يلهب خيال الشعراء
 ويجلب إلينا عشاق الهوى فى الليالى المقمرة .
 ونهار الشتاء الدافئ وأشعة الشمس ذات النسيج الذهبى حين ترسم نفسها فوقنا ,
  أو حبات المطر التى تجعل منا لوحة حية تزداد جمالا حين تتساقط فوق قمم رءوسنا كرات الجليد الفضية .
 أريد أن أرى كل الفصول قبل أن أسقط فى مقبرة الخريف القاسى , فأنا أشعر به يقترب  ,فكلما ازداد شحوبى أعرف أنه اقترب أكثر ..
 والآن وقد أصبحت صفراء تماما فهو ينادينى ويجذبنى إليه ,
 لكننى أتمنى ألا يرتجف غصنى الحبيب ويفلت قبضته من بين أصابعى الصغيرة الضعيفة .. لا أريد السقوط .


  ( 4 ) حبر مظلوم

   يتسابقون فى كيفية الخلاص منا بحق ,وللأسف هم مبتكرون جدا فى هذا المجال .
   هؤلاء المدرسين اللذين يجبرون الأطفال على كتابة الواجب 120 مرة وهم يظنون أنهم يقومون برسالة مهمة نحو جيل  المستقبل لا يعرفون أنهم ينهون أعمارنا بشكل أسرع .وبرغم من أن حظى أفضل كثيرا من أبناء عمومتى من الأقلام الرصاص التى تنتهى حياتهم بين أنياب ( البرايات ) وتحت مقصلة ( الأمواس ) لكننا نتعذب حقا.
 تخيل أن طفلا يتحكم فى حياتك التى تتمثل فى أنبوب دقيقة مليئة بسر الحياة لدينا , ولا يردعه أحد عندما يقرر تعبئة عشرات الصفحات ببعض الرسوم والشخابيط المملة ويتصايح آبائهم فى فخر ...
   ** واااااااااو بيكاسو جديد فى عائلة السلحدار . **
 أو ذلك الكاتب الأخرق الذى يملأ ورقة بعبارات الهيام والشوق ثم يمزقها ليبدأ فى ورقة أخرى عليها نفس العبارات باختلاف أنه قام بتعديل بعض حروف الجر لأنه قام بنصب الفاعل و جر خبر كان .ونحن من ندفع الثمن أيها السادة .
وذلك الفيلسوف الذى يصر أن هناك فارق بين حداثة الهيمنة الفكرية فوق حواجز المثل وبين انعدام الوزن فى الفضاء الخارجى , بغض النظر عن الدراسات المقننة فى شرح التباين الديالكاتيكى الراديكالى  الديماجوجى اللا أفقى
فى زراعة قصب السكر فى جزر الباهامس والتأثير البيئي المضاد على غابات السراخس ..
 ليتنا كنا مثل جدى العظيم ( ريشة ) الذى بيع فى مزاد بآلاف الدولارات لأن
المدعو ( نابليون ) كان يستعمله 
فى مكاتباته .وليتنا لم تصبنا لعنة التطور الدارونية ليصبح منا أجيال تعمل بالزنبرك أو تتلوى مثل الأفاعى .



    ** فى الزيارة القادمة لك هنا ستجد شيئا يشبه شعلة الماغنيسيوم
         ضوء براق ينتهى للا شيء سوى رائحة احتراق ..

         لكنها حكاية اخرى بالتأكيد .


==========================

All Rights Reserved
K@ReeM

==========================

1 comment:

Dr. Manal Omar said...

نبضات قلب .... ليت للاسلاك عنوا ن !!!!