Sunday, December 23, 2012

عشاق الأدريـناليـــن







انتفاضة هى أم ثورة ؟
قبل أن تقرأ الإجابة ان كنت من عشاق الأدرينالين , فأنت مضطر للخروج واعتبره طردا أدبيا , وان لم تكبح جماح فضولك , فسوف تخرج مضطرا أيضا بعد أن تكون ( اتكيفت ) بما فيه الكفاية  ..

نعود للإجابة .. هل كانت انتفاضة هى أم ثورة ؟
لاشيء مما سبق .. كانت مرحلة من العبث عالى التيار .. مرحلة من الابتزاز الدموى والدينى واسع النظاق وكأن الشعب المصرى كان على موعد مع هولوكوست من نوع خاص ليدفع ضريبة دم لم يكن سببا فى إراقته واستبداد لدين لم يكفر به من الأساس , لكن عشاق الأدرينالين لهم دائما وجهتهم الخاصة .

منذ 2 فبرار 2011 ونحن أمام معضلة حقيقية وصراع ملحمى بين كتائب عشاق الأدرينالين عن من حمى ميدان التحرير ( الطاهرة ) يوم موقعة الجمل , خراف الإخوان روجت منذ يوم 2 فبراير مساءا ان لولا شباب الاخوان ( الذى يختلف عن قياداته حسب رؤية فصيل ادرينالينى آخر ) لكانت الثورة اجهضت بالفعل , وعند حصار وزارة الداخلية من قبل جماعات الروابط الكروية ( أولتراس ) كانت المجاميع الصوتية تردد أنه لولا شباب الاولتراس يوم الجمل لسيطر الفلول على الطاهرة , ولكن
من منهم حمى الميدان فعليا ؟ الإجابة كالعادة لاشيء مما سبق , موقعة الجمل لم تشهد قتيلا واحدا , وأكثر المصابين كانوا من ركاب الدواب أنفسهم .. هذا لو كنت ممن يتحرون الدقة ولا يضطر لنفاق أصدقاءه خوفا من أن يصفونه بالفلول . مرحا لكم يا رفاق ,استمروا , كسب تعاطف الناس يحتاج لمجهود أكثر من هذا بكثير فما تزال عباءة الثورة تتسع للكثير من المزايدات .. الجميع نام فى التحرير فيحق له الصراخ , الجميع أصيب يوم موقعة الجمل بصواريخ سام 6 فى مؤخرته فله الحق فى التشدق بوطنيته واجبارنا عليها .. الجميع كان يهاجم مبارك  فله الحق أن يصبح شخصا أيقونيا الآن .

افراز الأدرينالين يسير بشكل تنافسى الآن فقد بقى اسبوع على استفتاء تعديلات مارس , وهو مادفع عشاق الأدرينالين لتوزيع لافتات تحثك على التصويت بـ لا حفاظا على دم الشهيد , وهو مادفع أخرق آخر لم يأخذ من سنة الحبيب المصطفى غير اللحية ليعتبر الاستفتاء هو تصويت على الدين , مر الاستفتاء ولم يعد الشهيد من السماء ليلعن من قالوا نعم , ولم يضمن من قالوا لا مقاعدهم فى النار حتى الآن , لكن الأدرينالين سيد المشهد كما حدث فى أعقاب تعيين الجنزورى , هذا الثعلب العجوز الذى أصبح فلول لتصير هناك معارك دامية فى محيط وزارة الداخلية , ويرتفع ضغط الدم لدرجة تحمل بعض الأشباح على إعلان وزارة بقيادة البرادعى من قلب الطاهرة وسط حضور شعبى طاغ قدر بنحو 16 متظاهر أمام هارديز . لكن الادرينالين الإخوانى دائما مايكون أشد خبثا وذكاءا , دعهم يتظاهرون , مايقوله السلفيون يخدمنا فلا داع لأن نكون ضدهم الآن .. التمكين على المضمار الصحيح لذا تأهبوا ..


لكن عشاق الأدرينالين ليسوا على هذا القدر من التضاد , وثيقة السلمى تلوح فى الأفق .. تضمن الحريات العامة ومدنية الدولة مع نصوص تمنع الجهال والمختلين من العبث مع مقدرات القوات المسلحة . الغدة الكظرية تنكمش باضطراب , كمية الهرمون كانت كافية لتحيل عضلة القلب الى قصاصة من قطن ليعلو الهتاف ضد السلمى ووثيقته , رغم ان بنودها الخلافية كانت خاصة بالقوات المسلحة لكن لتسقط الوثيقة حتى لو اضطررنا للمراهنة على الدولة المدنية فيما بعد لكن الأدرينالين هو من يحكم .. لتسقط الوثيقة
لتسقط حتى نشعر أننا فى ثورة ونستطيع الانتصار .. 
مازلت أذكر كلمات ( بلتاجى مان )* وهو يقول أن الوثيقة تعصف بمدنية الدولة , وثيقة تضمن لك المدنية أصبحت باختراع ما تعبث بها , لكن لا بأس . فالاخوان فصيل وطنى لا قلق منهم .

يلتقى الأدرينالين مرة أخرى قبل انتخابات الرئاسة , الاخوان فصيل وطنى وشفيق فلول , تتقلص غدد الكظر استعدادا للإفراز , الادرينالين يتدفق مصحوبا بعصير الليمون , الأقباط يمنعون من التصويت فى الصعيد , لايهم فالادرينالين يرى أن سقوط شفيق أهم من حقوق المواطن , تتعالى رائحة الحبر المزيف فى المطابع الأميرية , فلتذهب النزاهة أدراج الرياح , لابد أن يسقط شفيق الفلول الذى سيعيد دولة العسكر وأمن الدولة . تتزايد نبرة التهديد بحرق مصر لو فاز شفيق , حسنا فهو سيفتعل الحرائق لضمان التنكيل بالثوار ..

الأدرينالين يعصف بخلايا المخ لدرجة تجعلك ترى كتلة التيار المدنى السياسى تصطف خلف مرسى وهو ممسكا بميكروفونه يتشدق بالمواطنة والحرية والثورة .. تاريخ أشخاص ينهار , احترام قامات يتبخر , الأدرينالين هو من يقرر , ليذهب كل شيء للجحيم لكن لينجح مرسى ويسقط شفيق ..

والآن بعد تلك المدة من تدفق الأدرينالين فى أوردة عشاقه , سقط شفيق , سقطت وثيقة السلمى , سقط القتلى فى محمد محمود , سقطت أقنعة المعارضة الزائفة , سقطت الدولة ذاتها , وبقى دستور الإخوان
ورئيس الآخوان ومرشد الاخوان وسيعود مجلس شعب الإخوان لتمرير قوانين الإخوان , فليتدفق الأدرينالين .. فلتنتفخ العروق , وليسقط العسكر , لكن الثورة ستنجح .. هنيئا لكم بالفصيل الوطنى الى يختلف شبابه عن قياداته والذى حمى الميدان يوم الجمل , هنيئا لكم برئيس ثورى خرج من رحم جماعة ثورية بالطبع .. لقد نجحت الثورة .. بالأدرينالين .. 
لكن ربما سندين لهم بالشكر يوما ما , ربما لم يفقدوا احترامهم هباءا , ولم يغامروا بمصر من أجل لاشيء . التاريخ يحمل فى جعبته الكثير لنقارن , لكن علينا انتظار دورته كاملة .
أما لو كان لديكم من الكرامة ذرة , ليدفعكم الادرينالين اذا لوضع انفسكم تحت عربة قطار بضائع  .

اما عن ( بلتاجى مان )* فهو ليس انتقاصا من قدر الرجل بالطبع , انها سلسلة كوميكس جديدة على غرار الرجل الوطواط والرجل الاخضر بطلها البلتاجى , وهو بطل أرض اللوا الخارق بردائه الذى يشبه البطريق ويعلو رأسه قرنا فيل الماموث ومهمته ان يدافع عن مقالب القمامة بها ضد الوحوش والآليين بسلاح السخافة



K@ReeM

No comments: