Tuesday, March 5, 2013

دبابيــس : حريات سيئة السمعة






كنت أنوى الكتابة عن خطاب بعد منتصف الليل , الموقف بالكامل يمثل مادة خام للسخرية, يمكنك أن تجد فى كل تفصيلة سبقت الساعات الست للخطاب وما بعدها مادة شديدة الثراء وتغرى عشاق الاصطياد فى الماء العكر خاصة الصعاليك من أمثالى بالإسهاب فى التندر و( التنكيت ) خاصة وأن فى كل خطاب تتوقع أن تسمع ثناء الزعيم على صبر الحطابين فى غابات شيروود وسط الصقيع وعواء بنات آوى , وعلى صبر السماكين وسط الأمواج والثلوج حتى يعودوا بالحيتان . الحقيقة أن الخطابات جميعها تغرى الجاحظ نفسه فى العودة للحياة ليضيف إلى تراثه تراثا لا يقل خصوبة وثراء . وبما أن جدنا الجاحظ لن يعود للحياة , والخطابات بالتأكيد لن تنتهى - الآن على الأقل - فيمكننا تأجيل الصعلكة , ليس هناك من فائدة لتخبر الناس بحقيقة يعرفونها جيدا , أنهم محاطون بالأكاذيب وينصتون لـ لاشيء .

هل كنت تستطيع أن تقول هذا فى عصر مبارك ؟ هذا مايدور فى خلد المؤيدين الآن وهم يضغطون على أسنانهم من الغيظ رغم أننى لم أقل شيئا حتى الآن ! طالما أنك لست نسخة زيروكس فتأكد أنك ستثير متاعب الجميع , لكن لحظة .. أليست حرية الرأى من الأساس أحد مكاسب يناير كما يدعون ؟
البعض يتغنى بذلك , اتفق مع تلك الرؤية لو أضفنا للتوصيف من أجل الدقة أن حرية الرأى بعد يناير تعاظمت فقط لو كنت ضمن الجوقة . غناؤك منفردا يكلفلك اللعنة ياعزيزى .
قبل أن تندهش عزيزى المعترض , هل من حق الجميع أن يقول أو يفعل مايشاء ؟ طبعا لا .. تمالك أعصابك وتقبل انك فاشى منحط بهدوء لأنك كذلك بالفعل .

منذ بداية الأحداث ظهرت مجموعة ( آسف ياريس ) لها أفكارها التى قد تختلف أو تتفق معها بقدر اختلافك أو اتفاقك مع أى رؤى أخرى , هى ترى أن مبارك مظلوم ولم يكن بالسوء الذى استدعى كل هذا التشويه لتاريخ الرجل والنيل من سمعته كمحارب . رأيهم الخاص .. لماذا قامت اذن تلك الحملة الشرسة وتستمر لتشويه أولئك الشباب لمجرد أنهم يرون شيئا يختلف معك ؟

فى استفتاء مارس 2011 هل تذكر لافتات ( دم الشهيد بيقولك لأ ) ؟ حسنا أرنى صورة توكيل دم الشهيد الموثق من الشهر العقارى الذى يفوضك فيه باحتكاره ! ولاحظ أن اسطوانة الدم دائما ماكانت تصب عكس ما تريد , أحداث محمد محمود ليست بعيدة لتنسى . الآخرون فهموا اللعبة وعرفوا كيف يستفيدون , بل واستقطبوك أنت شخصيا باسطواناتك السخيفة لتروج لهم من خلالها فى انتخابات الرئاسة , هم لم يطلبوا منك أن تعصر على نفسك الليمون لأنهم لن يلتزموا تجاهك بأى شيء وقد كان , لكنك فعلت ذلك متطوعا لدرجه أنهم صدقوا لعبة الدم وأصبحوا يتاجرون بها فعليا لدرجة تدفع المواطن البسيط للسؤال من منكم يحمل توكيل الدم تحديدا ؟

هل تذكر نظرتك للذين أيدوا الجيش ؟ مجرد عبيد لاحسى بيادة وبعض السفه المعلب , حسنا أنت لست ضد الجيش انت ضد المجلس العسكرى , آسف للخلط بين الأمرين فكلاهما يبتعد عن الآخر ابتعاد حافتى المحيط الهادى , إليك المايكروفون أيها العندليب واشرح لنا الفرق خاصة أنك دائما تهاجم أفراد القوات المسلحة بالحجارة والبذاءات لا قيادات المجلس . هم يقتنعون أنه على صواب وأنت تراه بتأمر على فكرة هلامية تدور فى رأسك تسميها ثورة .. لماذا لا تتسق مع أفكار تلك الثورة المزعومة إذا
وتترك لهم ( حرية ) أن يروا ما يتناسب معهم ! ودعك من الحديث عن البيادات والعبودية وأن الثورة تحركها أقلية فكلانا يعرف أنه هراء , هى مادة تصلح لحديث المثقفين الذين لايفقهون شيئا فى أمور واقع البسطاء . مجرد اقتناعك أن الثورة تقودها أقليات استبداد من نوع فاخر لأنك تريد قيادة الجميع بأفكارك ومعتقداتك ثم توهمهم أنهم أحرار الرؤية .

تتجلى كوميديا وهج الحرية المزعومة عندما يعزف أوتارها الفاشيون , شيء يجعلك تنقلب على قفاك من الضحك فعلا , دعوا الضباط يطلقون لحاهم أيها الأوغاد ! وكأنهم جميعا تحولوا إلى ديجول فجأة ! وكأنهم يتصورون أنك لا تعرف الغرض من ذلك , مجرد صبغة شكلية تتحول بعد ذلك لأداة فى يد حرس الملالى والعمائم المزيفة . ثم أولئك الذين يصرخون بالحرية كانوا بالأمس القريب يريدون أختهم كاميليا واختهم محاسن واختهم جمالات ويتطاير الشرر من أعينهم لو قام السكان بترميم كنيسة فلو كانت العملية كذك دعوا الضابط السيخى  يرتدى عمامته البرتقالية الأنيقة بدلا من القبعة الرسمية , دعوا الضابط الشاب الذى يحب تامر حسنى أن يذهب للعمل ببنطلون سكينى ويمشط شعر صدره بالجيل . أليست حرية ؟ أم أننى فهمتها خطأ ؟ أم انك تريد الحرية عندما تخدم أفكارك فقط ؟


فى النهاية أنا لا أحاول اطلاقا شق الصف بين رفاق الميدان , مهما قال عشاق الأدرينالين أن الآخرين خانوا الثورة وقفزوا ( أوبح ) فوق ظهرها , ومهما قال السائرون نياما أنكم بلطجية ومأجورون وتأخذون 600 جنيه فى المظاهرة وتتحول مخيماتكم إلى حفلات جنس جماعى , هذه خلافات عائلية يمكن حلها فى أول جلسة حوار وطنى , أنا أبرهن فقط انكم مجرد فاشيون تتملقون شعارات الحرية . وأبرهن لنفسى أننى نجحت فى كبح جماح رغبتى  فى الكتابة عن خطاب بعد منتصف الليل ...



K@ReeM




No comments: