Tuesday, March 12, 2013

دبابيـــس : سينمــا النهضــة



المقال منشور بجريدة الدستور الوطنى عدد الثلاثاء 12/03/2013

------------------------------------------------




السينما مرآة واقعية للمجتمع , يمكنك أن ترى فيها الماضى أو الحاضر وأحيانا تتنبأ بالمستقبل عن رؤية عميقة وفلسفية كما هو الحال مع العملاق وحيد حامد, لكن هناك دائما طريقة لاسقاط السينما على الواقع . مصر تشبه السفينة تايتانك ؟ هل سيتحرر الشعب يوما ما من اصلاحية شوشانك الجبرية ؟ 

متى ستكف الوزارة الحالية عن تصوير نفسها أنها فى مهمة مستحيلة ؟ رغم أن ادعاؤهم للكفاءة والعمل يذكرنى بجملة ( لا يوجد كلمة سر ) فى فيلم eyes wide shut , فهم يحاولون اثبات شيء غير موجود من الأساس .. لكن مشروع النهضة يذكرنى حرفيا بأفلام الفنانة نادية الجندى .

كم مرة هربت نادية الجندى من المخابرات الإسرائيلية ؟ ألم يفطن الموساد فى كل أفلامها لنفس الخدعة ويكتشف أن كمال الشناوى مصرى ؟ ألم يشك لحظة فى تصرفات سايس الجراج الذى يتحدث فى لاسلكى طيلة الوقت ؟ لكن السيناريو عبقرى جدا , فيجعلها ترقص لضابط كبيرفى الموساد أو قائد مهم فى جيش الدفاع ليقع فى حبائلها ويسكر ثم يغيب عن الوعى بعدها تصبح اسرار دولة كاملة على ميكروفيلم . وبسذاجة مهينة لعقل المشاهد فجميعهم يحتفظون بأدق أسرارهم فى درج مكتب يمكن لأى طفل العبث فى محتوياته . وهو مايجعلك تفكر أن الجاسوسية لو كانت بتلك السهولة لماذا لم نعبر القناة بعد نصف ساعة من قصف سيناء الجوى ؟ الجواب ببساطة أن الجيش المصرى وقتها للأسف لم يجند كاتب سيناريو أفلام نادية الجندى .

وبالمثل قد فعل الليمونجية عن قصد وتعمد نفس مافعله كاتب السيناريو فى ترويج هراء ومحاولة اقناع الآخرين بسطحيتهم المخجلة فى رؤية واقع الأمور , لماذا تنتخب شخص واحد لو كان فى امكانك انتخاب مشروع ؟ الاستثمارات التى كانت تعيقها دولة العسكر قادمة وبمبالغ تفوق قدرة المعالجات الحسابية رباعية النواة على تخيلها , إن شفيق سيعيد نظام مبارك العسكرى لكن الأخوان من التيارات المدنية ! وكانوا رفقاء ميدان وقت الحسم  ولا تنكر أنهم منظمون وقادرون على العمل .
وبعدها يصرخون من واقع مايحدث .


وهنا وجبت الإشارة أننى لا ألوم على شباب الإخوان فى الترويج للهراء , فهو إن لم يفعل سيعاقب وان لم يقتنع فهو خارج المنظومة من الأساس , بل هو لايملك بالفعل أدنى حق للتفكير فى قبول أو رفض ما يتم إملاؤه عليه من قياداته وقياداته لا تملك رفاهية نقاش أوامر مكتب الإرشاد .. ومكتب الإرشاد نفسه مجموعة من العجائز الفاقدين للزمن ولفنون الإدارة , لذا تجد نفسك محاطا بالكوارث وبالاستماتة فى تبريرها من كل اتجاه . لكن أين مشروع النهضة نفسه بعد ثمانية أشهر عجفاء ؟ هل هو فكرى أم خطة أم نحن فعلا من فهمناه خطأ ؟ فلو لم يكن جاهزا للتطبيق لماذا كتبوا على بوستراتهم الخاصة بمرسى أوخيرت عبارة ( النهضة ارادة شعب ) ؟ وبمناسبة البوسترات ... دعاية خيرت حملت اسم يوسف العصر , وبعد استبعاده روجوا لمرسى باعتباره أيوب هذا الزمان , وهو مايثير فى نفسك التساؤل , هل خص الله مكتب الإرشاد بالرسالات السماوية مثلا ؟.

نعود للنهضة لترى أن فى أى نقاش نادرا ما يصل الطرف المتحمس لمشروع النهضة لنقطة جدوى المشروع نفسه أو آلية تطبيقه أو كيفية تمويله , وعندما يجد نفسه محاصر بالمنطق يهرب إلى أن المعارضة تعيق التنفيذ , اذن هو يريد أن يكون الشعب على نفس قدره من الإنبطاح وإلغاء العقل كى يرى مايراه فى النهضة , ثم يزيدك من الشعر بيتا أن الدولة العميقة تحارب المشروع الإسلامى بعد أن وصلوا للحكم وبعد أن أذاقوهم مرارة التعذيب ومذلة الاضطهاد , بغض النظر عن عدم وجود مشروع لكى يصفه بالإسلامى وهراء الدولة العميقة لكنه يعيدك للسينما وخاصة لأفلام نادية الجندى أيضا بالحديث عن اسطوانة الإضطهاد والتعذيب فى السجون والمعتقلات  ليجعلك تتخيل أنهم كانوا يعذبونهم كما كانت تعذب نادية الجندى بالسيشوار ومبرد الأظافر ويقومون بغمر رأس الدوبلير فى برميل المياه .........

أى تعذيب أو أى اضطهاد وتربص الذى يسمح فيه ذلك الجلاد النازى الوضيع مصاص الدماء لفرائسه بالعمل وتكوين الملايين ؟ بل بالسماح بوجودهم فى الأصل يمارسون السياسة ويصلون للبرلمان بـ 88 مقعد ؟ وللمفارقات الطريفة أن مجلس الشعب ذو الـ88 مقعد اخوانى نال فيه رئيس مجلس الشعب التابع للنظام الذى يضطهدم منصبه بإجماع الأعضاء باستثناء صوت واحد !.

الحقيقة أن الواقع الحالى لايوجد به حبكة درامية تغريك بالاستمرار فى المشاهدة . الفيلم رديء , الممثلون مفتعلون , انتاج متواضع , ومخرج تافه لايجيد سوى أكشن وستوب . ويقول التاريخ أن السينما الرديئة تتلاشى تماما من ذاكرة الجماهير . 


K@ReeM

2 comments:

Anonymous said...

في الباراجراف قبل الأخير.. يضطهدهم، مش يضطهدم :)
بس ماشي.. ولو بملاحظات..
الله ينوّر..

egyptian eye said...

خطأ مطبعى ياعم الأنونيمس :)