Tuesday, June 18, 2013

دبابيــس .. اصنع مصيرك

 
 
 
 
 
المقال منشور بجريدة الدستور الوطنى عدد الثلاثاء 18/6/2013
 
حسنا .. أنت تريد إزاحة الكابوس , ليكن . لكن عليك أن تأخذ حذرك من الليمونة السادسة جيدا , وتسائل لماذا تحولت فى أنظارهم فجأة من ذلك الفل الوغد عدو الحرية لاحس البيادة إلى شريك واضح فى مشروع الغضب ضد العشيرة ؟ لماذا خفتت تلك الأصوات الى طالما جاهرت باسكاتك للأبد ؟ هل تظن أنك نجحت فى أن تغير من تفكيرهم ؟ أو هل لاحت إليك تلك الفكرة أنهم اعترفوا أخيرا بخطأ كلفنا جميعا أن نغوص فى الوحل ؟ حذار !
 
أنت ومن معك مجرد عدد يسعون لاستقطابه ليتغنوا بعد ذلك أنهم نجحوا فى "تثويرك". فهم يسعون إليك أنت تحديدا لأنك "الكتلة الحرجة" التى تتحرك فينجح المشروع , أو تبقى جالسة فتنكشف أعدادهم وتظل كما عهدناها مجرد "12 نفر " يهتفون بشكل مضطرب ويكتبون عن الجحافل الثورية التى تزحف للميدان من خلف الشاشات . لقد استخدمتهم العشيرة كـ "كوبرى"
ويبدو أنه الدرس الوحيد الذى تعلموه فقرروا أن يمارسوا لعبة الليمون لاستيعابك وهم لايطيقون وجودك,

والآخرون ممن لا يستطيعون كتم غازاتهم فيحرمون عليك النزول باعتبار أن خلافهم معك على مبدأ الثورة التى يسعون عابثين لاستكمالها , أما خلافهم مع العشيرة فماهو إلا محض اختلاف فى وجهات النظر !. لذا يجب عليك أن تحذر لأن هدفهم يختلف عما يخصك .. هدفهم واضح وهو استعادة وهج يناير الكسيح . لتنس أمرهم تماما لانهم اقرب الى الذوبان ,
ولا تجعلهم يشغلونك عن هدفك
 
ولتحدثنى عن هدفك قليلا . ماذا تريد من يوم الاحتفال ؟ أن تمحو العشيرة من الوجود ؟ كن واقعيا من أجل نفسك. أن تطاردهم حتى الصحراء ؟ انتهى عصر ملاحقة الغزاة بالهراوات. أن تنتقم لما حدث فى حقبة الفوضى ؟ انتقامك لن يفيد الآن والوقت الذى تسعى لتبديده فى الرقص متشفيا فوق أوهام الساذجين تحتاج أضعافة لاستعادة الدولة . ولاحظ أنك لا تقوم بثورة من الأساس وإلا فمرحبا بك فى عالم عشاق الأدرينالين الرحب !. لتكن دقيقا واعتبر أن يوم الاحتفال هو بداية مرحلة ضمن مراحل أخرى كثيرة جدا لتصحيح الخطأ الذى تراكم حتى وصلنا جميعا إلى الحافة .
وأعلم أنك لن تغامر بالنزول إلى الشوارع لتقضى عدة ساعات فى الهتاف ثم تعود لمنزلك تكتب عن الأعداد
التى تواجدت معك ! أنت لست فى نزهة على الإطلاق وإلا فلتوفر على نفسك العناء وتجلس فى بيتك عزيزا كريما من الآن . فاعتبارك لما تقوم به نزهة سيكون مردوده أن تتماسك العشيرة أكثر باعتبار أن أضدادهم لايملكون القدرة على الاستمرار .
 
عليك أن تكون صامدا , صبورا , وتجاهل كل مايثار عن أفراد القطيع الجاهزين لالتهامك حيا , فهى حكاية تشبه حكاية النملة التى هشمت عظام الحوض لفيل فى لحظة غضب , لو كانوا يستطيعون لما انتظروا هذه المدة وما حاولوا تخويفك بقدراتهم التى لايملكوها . وتذكر ألا تنجرف مع هتاف أو مطالبات عشاق الأدرينالين وقت الحماس وكن متحدا مع غايتك , فلا تخدعنك حلولهم التى ستؤول فى النهاية لخدمة العشيرة طبعا . كن واضحا .. لا استفتاءات , لا مجالس هزلية مدنية , لا انتظار حتى انتخابات مجلس الشعب , ليكن مايستشفوه أنك لا تستجيب لمهادناتهم وألعابهم التى يرجون منها كسب الوقت أى لا وجود لتفاوض من أى نوع مع العشيرة وأشباحها من ذوى السترات أو شبابهم الطاهر , ولا تنتظر أن يخرج عليك الرجل الثالث ليلبى لك ماتريد فيخبو حماسك أو يقول مايجعل غضبك يشتعل أكثر , لاتنتظره فأنت لاتعترف بوجوده ! ومن المفترض أن غضبك مشتعل فعلا ولن يهدأ إلا بتحقيق مرادك وهو رحيل الرجل الثالث نفسه .
 
ومن الأكيد أن هناك من سيحاول افساد احتفالك إما بالتعالى عليك لاخراجك من المسار الذى حددته لنفسك , او بمحاولة تحويل مجرى الأمور لمواجهات مع الأمن . فلا تنتظر أن يحدث ذلك لتحاول منعه فتفشل ويفسد يومك , بل امتلك أنت زمام الأمور من البداية , كن من يحرك الحدث ليحصل على النتيجة التى يرجوها . تماسك واستمر واضغط بكل قوتك وتذكر دائما أنك صاحب الأرض وأنك بماتفعله تقوم بواجبك كمواطن يفعل مايستطيع لمواجهة مايمر به وطنه من محنة . كن على يقين أنك ستنجح لو أردت . أراك يوم الاحتفال , واعذرنى لأن لدى ما أدونه , وقبل أن تسأل .. لقد حان دورى للإحتفال بشكل خاص .
 
KaReeM
 
تنتهى مراسم الاحتفال رسميا والتى استمرت لمدة خمسة أسابيع تقريبا في الأسبوع القادم , وهى ستكون رسالة كباقى رسائل أفراد الشعب الذين قرروا الاحتفال ليقولوا للنظام الحاكم : Game Over

No comments: