Tuesday, June 11, 2013

دبابيـــس .. اخدعنى شكرا





المقال منشور بجريدة الدستور الوطنى عدد الثلاثاء 11/06/2013
 
الزمن يتآكل .. والسلطة بكامل جوقتها ومنافقيها تلقى فشلا مخزيا بعد آخر . دعهم يحزمون أمتعتهم بهدوء لأن النداء الأخير على رحلة المغادرة ربما يكون فى أى لحظة حتى ولو تأجل الإقلاع فالمصير قد تمت كتابته فى التاريخ عدة مرات ونحن لسنا بصدد اختراع جديد للتاريخ . لنواصل الأهازيج واجمعوا الأصدقاء حول شعلة الحطب فهذه الحكاية ربما هى الأخيرة التى تدور فى فلك الذكريات , ليس تغاضيا عن ماض ولكن ايمانا بالوطن .
والآن ها قد عرفت أن شعاراتهم كانت مجرد كليشيهات محفورة على الجدران منذ الفراعنة وأن شبابهم الطاهر ليس كما صوروه , لذا فقبل أن نصل للحظة النهاية وقبل أن تصبح مضطرا - بوازع وطنى فقط -  للتعامل مع انماط شبابهم الطاهر على ارض الواقع بقى أن تعرف على سبيل "التحذير" أنهم يعشقون نظرية ( اخدعنى .. شكرا ) ويذكرونك حرفيا بكاريكاتير شهير يصور شاب جالس بجوار حبيبته التى تمتد يدها من خلف ظهره لتتشابك مع يد شاب آخر . دعك من أنه يتجاهل متعمدا حقيقة مايحدث خلفه فعلا , لكنه يحب أن يلعب دور المصدوم عندما يكتشف الأمر ويلقى باللوم على حبيبته التى بحثت عن غيره وفى وجوده او على الشاب بصفته رقيع رغم أنه لم يبال به واستباح كرامته بجواره . كان مدركا من البداية أنه مجرد مغفل آخر تم استخدامه كمعبر مرن لكنه لم يكترث , بل وكان يسعى لمتعتهم بتفان . وبصفته "كوبرى" مخضرم كان عصير الليمون الذى يحاول الندم عليه الآن غير مفاجئ بالنسبة للكثيرين لأنها حقيقة لم تكن المرة الأولى التى يلجأ فيها لنمط عصر الليمون , فقد أدمن دور المغفل المتلذذ بكونه مخدوع  .
الليمونة الأولى تزامنت مع بداية الإعتصام عندما  قرر الفصيل الوطنى النزوح إلى الميدان للاحتفال بعد أن انتهى من أعماله الخاصة فى السجون وأقسام الشرطة , كان من المنطقى أن يعامل الفصيل الوطنى كمتسلق لم يغامر مع الحدث وقرر الإستفادة منه بعد انتهاءه , لكن الليمون له مفعول السحر لذا كان التحجج أنهم خائفون من بطش مبارك كافيا لنسيان موقف من أشد المواقف "ندالة" على الاطلاق ولم يكن هناك مايمنع الاستفادة بقدرة الأنذال على حشد القطيع للمساهمة فى اظهار اكبر عدد من الرؤوس أمام الكاميرات .
الليمونة الثانية كانت عندما شعر الفصيل الوطنى أن الأمور لن تسير معه على مايرام فأطلق بلتاجهم نغمة "الفلول" واستقبلوها بترحاب رغم أنها تتعارض مع مبدأ "حرية" الذى فجروا به رؤوسنا وباتوا يمارسون تحت رعاية الفصيل الوطنى أعتى مظاهر الإرهاب الفكرى ليصبح كل من يخالف تعليمات "ديلر الأدرينالين" هو من الفلول .
الليمونة الثالثة هى أكثر مرات عصر الليمون سذاجة على الإطلاق وكانت فترة وثيقة السلمى التى رفضها الفصيل الوطنى لينفرد هو بدستور "الغريانى" بعد ذلك , لكنهم عصروا الليمون فى استمتاع وبترويج بلغ من الغباء مداه أن الفصيل الوطنى فصيل مدنى ولا غضاضة من أن يكتب هو الدستور كنتاج ديموقراطى . المهم ألا يكون هناك وصاية أو ضمانات عسكرية .
الليمونة الرابعة .. أحداث محمد محمود تسرع من وتيرة الأحداث , هناك قتلى سقطوا برصاص تم إطلاقه من على بعد لايتجاوز المترين أى من قلب التظاهرة نفسها ويزداد الأمر سذاجة بالعثور على فوارغ المقذوفات فى محيط التظاهرة أيضا !. الجنازات تنطلق ويغيب عنها الفصيل الوطنى لأنه يحضر للإنتخابات طبعا وقد استفاد فعليا من المغفلين وضمن كتلة تصويتيه لا بأس بها بدافع النكاية بعد أن ظهروا وكأنهم يحافظون على السلام الاجتماعى ضد التخريب , لكنهم تمادوا فى كونهم مغفلون مع تجدد أحداث محمد محمود ليطالبوا بأن يتسلم فصيلهم الوطنى السلطة !.
الليمونة الخامسة وهى الأشهر كانت بعد أن فقدت ثورتهم معناها ومحتواها تماما بخسارة مرشحيهم وبنتائج مخزية , لكنهم طبعا وبرغم كل ماذاقوه من استغفال على يد فصيلهم الوطنى قرروا أن يستمروا فى لعبة ( اخدعنى .. شكرا ) ويدعموه . كان لابد أن ينجح فصيلهم الوطنى ورفيق ميدانهم ليصبح لديهم سببا مقنعا يروجون من خلاله لخداعهم كالعادة , لقد أصروا على لعب دور المغفل وأتقنوه فعلا .
وإن لم تكن مهتما فالليمونة السادسة فى انتظارك أنت شخصيا وعلى وشك الاستخدام مهما أبدوا من الغضب وعليك أن تكون حذرا ويقظا وسط استعداداتك ليوم الاحتفال . هل فكرت فى ذلك ؟ حسنا .. دعنا نسترخ قليلا قبل الاستمرار ولنرتب أفكارنا معا .
 
 
 
 

No comments: