Wednesday, March 26, 2014

فايسبوك بالعربى





فايسبوك .. لابد أنك تملك حسابا على فايسبوك وان لم تكن تملك فهناك عالم خفى مثير للسخرية ينقصك اكتشافه بالفعل , لكن هل فكرت مرة في أن تنظر لمستخدميه نظرة أخرى ؟ كيف يستخدموه ؟ مقدار ما يمكنك أن تستفيده من متابعتك لهم ؟ ماهي كمية الأمراض التي يمكنك أن تحظى بها لاصرارك على متابعتهم أيضا ؟ خاصة وأن فايسبوك العربى أصبح مرتعا لمرحلة عمرية معينة مهما حاولت الهروب منها لابد وأن تصادفك رغما عن كل مراحل تصفية الأمان وفرز المحتويات المتاحة .

مثلا مقدار الأصدقاء لدى الفايسبوكيين الجدد يتزايد حسب الاسم والنوع  , الفتى الذى يكون اسمه مثلا دودى الرومانسى ستجد لديه أصدقاء عديدة مثل ماندو الجامد و سعيد الحبوب , وطبعا  ميرو الدلوعة وقلب انثى أو تلك الأسماء ذات الحروف الإنجليزية المزخرفة التي يصعب تذكرها أو قرائتها , ولديهم جميعا صور مشتركة بالنظارات الشمسية العملاقة بالنسبة للشباب أما الفتيات فتجدهن يصورن أرجلهن فقط وطبعا سيتم التعرف عليهن  إن كنت تنتمى مثلى لنادى المتحذلقين والمخضرمين العارفين ببواطن الأشياء اما بنوع الحذاء أو لون ( المونوكير ) او بنسبة ( القشف ) فوق كل قدم  , هذه قدم مديحة لأنها معتادة على إطالة أظافرها حتى وصلت لمرحلة الحوافر المغطاة بطلاء فوشيا , هذه قدم خلود ! من الذى لايعرف قدم خلود ؟ انها عملاقة جدا وينقصها حدوة من ماركة أديداس لتكتمل أناقة المشهد , أما قدم بسنت فهى مميزة جدا , بسنت كما نعلم لم تسمع بعد عن مستحضرات إزالة الشعر ولولا أنها ترتدى صندل حريمى لأجزمنا أنها قدم صديقنا إبراهيم واستغربنا من سر تواجده في صورة كتلك !.

أما صورة "بروفايل" فهى تدل غالبا على شخصيتك إن كنت لست من هواة وضع صورتك الحقيقية . صورة تشى جيفارا تعنى اننى احب ان ينظر لى الأخرون كذلك , فأنا طموح ثائر وادخن السيجار الكوبى  ومازلت مقتنعا أنه كوبى مات فى بوليفيا بغض النظر عن كونه ارجنتينيا فى الأصل واسمه "جيفارا"  وليس "تشى جيفارا". عمرو دياب تعنى انك من جمهور الهضبة وهذا يستقطب نوعا كبيرا من الفايسبوكيين الجدد , اما صورة "تامر حسنى" فهو يعنى انك انسان "خدت مفك فى مشاعرك" . أما صورة العناق الرومانسى لدى الفتيات دليل كاف وقوى انها ( سينجل ) مازالت تنتظر ذلك الفارس الذى سيبدل حياتها , وتلك الصورة الجرافيكية لذلك الشاب الذى تم نزع قلبه وصدره مازال ينزف بذلك الوضع الكارتونى المضحك هو دليل انه شاب ( مخدوع ) يسهر الليل يبكى الفراق واللوعة وقد تقرحت معدته من كمية الشاي المغلى الذى يشربه لكى ينسى.   

أما صور الشخصيات الكارتونية فهى لشخصيات خيالية حالمة أيضا ترفض الواقع أو تنظر لنفسها على أنها لاتنتمى لهذا العالم , كم نحن رائعون وأكبر عيوبنا أننا نملك قلبا طيبا وساذجين لدرجة أن أي بقال يمكنه خداعنا في سعر الجبن الرومى.. نحن ضائعون ولن نجد من يفهمنا , لذلك سنظل في عالمنا .. عالمنا جميل . أما صورة ( شاروخ خان ) تعبر عن حالة الانبهار الكامل بذلك الفتى الوسيم الهندى ناهيك انها تمثل جزءا عملاقا من الخيال عن فتى الاحلام المنتظر . وهى حالة من عدم الواقعية المفرطة , فـ شاروخ خان هندى ! وكذلك بطلة فيلم ( توايلايت ) لاتشهبك بالمرة أيضا .. انظرى لنفسك فى المرآة بعد الاستيقاظ لتعرفى الفارق جيدا . ثم يصادفك الذى يسمى نفسه رباعيا مثل "السيد محمد السيد درديرى"  وهو من الذين يضعون
لقب ( المحامى ) بعد اسمه وصورته دائما هي صورة جواز السفر الخاص به ذات المقاس "4×6" وكأنه يؤكد على هويته .

أما  الاستاتوس فعمقها لايتناسب مع كمية التعليقات او ( لايك ) قدر ما يتناسب مع نوع صاحبها . اترك شابا يكتب رباعية لجاهين فستجد ردين او خمسه كحد اقصى  ومعظمها تهكم من أصدقائه الذكور ,  واترك فتاه تكتب نفس الرباعية مليئة بالاخطاء الاملائية لترى كمية التعليقات  , كم انت رائعة كم انت حساسة , واااااااو جاهين !! كم أعشقه ! وعدد لا نهائي من ( لايك ) و ( فريند ريكويست ) ودائما ما تقابل الشاب الفايسبوكى المتذاكى فهو سيحاول لفت انتباه صاحبة الحساب بأن يثنى على قدرتها الرائعة في تأليف الشعر رغم أنه يعرف أن الشعر لصلاح جاهين , وأيضا ستقابل المتحرش ذو الخلق الحميد الذى يتغزل في صورتك حتى لو كانت صورة جدتك ثم يتبع عبارات الغزل بضرورة الحجاب وربما يعرض عليك الزواج لسترتك . الاستاتوس ايضا لا تعبر عن السن فلا تستغرب أن فتاه فى الخامسة عشرة تكتب حالتها : محدش بينجرح أوى غير لما بيحب قوى . ومن الأشياء التي لايمكن اغفالها حالة ( فى علاقة ) اعلى معلوماتك الشخصية  فهى تعنى ان هناك اثنان يعبران عن حالة ( احنا راسين فى طاقية ) ولا عزاء للحاقدين أيها السناجل . أما فايسبوك المخطوبين هو حالة تستحق الدراسة , هؤلاء القوم لايكفيهم عروض شركات الاتصالات والدقائق والرسائل المجانية ولا يهمهم أن أنظمة الهواتف المحمولة وفرت لهم كل سبل "المحن" من برامج دردشة واتصال صوتى مجانى ويصرون أن يكون فايسبوك شاهدا على مشاعرهم الملتهبة .

فايسبوك السياسيين الجدد جدير أيضا بالاهتمام والملاحظة .. فلايمكنك أن تكون ثوريا دون أن يكون لديك أكثر من "بوست" تمتدح فيه حمدين صباحى وتعتبره أمل مصر القادم ضد موجة الارتداد التي يقودها الفلول , لابد أن تكون ضد ترشح أي شخص آخر لأن حمدين هو الامل , أي كلمة عن رأى الشعب تحيلك إلى محكمة عن الأخلاق ومنذ متى كان الشعب هو صاحب الحق دائما ! ثم تصطدم بمثقف ما يقول لك على سبيل الفخر أن عشرة حمير لايمكنهم أن يكونوا على صواب بالنسبة لرأى إنسان واحد , ولا تحاول أن تسأله عن "بسمارك" صاحب العبارة لأنه قطعا لايعرفه . أما أكثرهم ثورية فهم الذين ينقلون "إفيهات" باسم يوسف كل يوم جمعة ويجبروك على مشاهدة الحلقة بالقوة الجبرية , لايمكنك الاختلاف مع باسم يوسف لأنه منزه عن النقد ولأنه حراق طبعا . تقول لصديقك الملتهب أنه قد روج لأفكار صهيونية في مقال مسروق ! فيجيبك لأنه حراق , لقد عرض خريطة مصر منقوصة ! لأنه حراق .. حلقاته أصبحت تشبه حلقات أحمد آدم على قناة الحياة ! هاهاها لأنه حراق  ..  ستكتشف في النهاية أن باسم يوسف بالنسبة لمعجبيه هو وجبة مجانية من مطعم "تشيليز" كل يوم جمعة ليعوض احساسهم بنقص "الحرقان" على حد تعبيرهم , لكن عليك أيضا كصديق وفى أن تحذرهم من خطورة "الحرقان" على البواسير .

هناك نوع خير لايستحق عناء الذكر فهو لزج وسخيف لدرجة تدفعك دون سابق معرفة لأن تحظره تماما . إنه ذلك النوع الذى يصر أن الشيطان ترك كل مهامه فى الدنيا ونسى مهمته المقدسة التى طرد بسببها من الجنة وتحول من  إغواء الأتقياء الصالحين وتفرغ لإلهائك عن "شير" المحتوى المقصود !.



فايسبوك .. ذلك الموقع الذى يمكنه قتل وقت فراغك ان كنت مثلى تستخدمه للتسلية أو "الرخامة" مع اصدقائك المقربين لتعوض عدم وجودك الفيزيقى معهم يمكنه أن يصيبك بأعراض العته من كثرة ماتشاهده هناك من بلاهة . لكنك لا تملك حق الاعتراض أيضا , فهو مجرد مساحة شخصية لكل فرد ليستخدمها كما يشاء ... للأسف . ولا أملك في النهاية إلا تقديم التحية لهؤلاء الأقلية من البشر الطبيعى الذين يستخدمونه في حدود استخدامه . 

No comments: